قفزت المناطق الشرقية او ما تسمى حالياً بمناطق الوسط الى واجهة الأحداث، لتخطف مأربوالجوف في نهاية الأسبوع الأضواء التي استئثرت بها أبين ومهرجان زنجبار الدامي، والأعراس الجماعية التي تكسوا صنعاء الموغلة في انطفاء الكهرباء ورعب الاختطافات في شوارعها الراقية المعدودة، وهذه الأخيرة رغم أنها حسنة الا انها تظهر مدا استخفاف رجال السلطة وكبار المشائخ بأحوال المواطنين ودماء الأبرياء من المدنيين والعسكريين التي تسفك صباح مساء في عدد من محافظات الجمهورية فيما صنعاء مشغولة بتنافس شخوصها على حفلات الأفراح وأهازيج المنشدين. الجوفومأرب التي ضلت على الحياد وكانت المنطقة الحرة في تحديد التحركات وإعلان المواقف، فمن خلال قراءة سريعة لمواقفها المعلنة وخاصة التي تصدر عن فروع أحزاب اللقاء المشترك ومجالس التحالف القبلي وملتقاها الجماهيري يجدها غريبة في بعض تصرفاتها قادرة على إعطاء نكهة خاصة للمعارضة الجلفة (بحلافة البدو) والممنهجة بمنطق السياسة، فهي تقف بقوة وبشبه إجماع سياسي قبلي مع أحزاب المشترك ولجنة الحوار الوطني وهي تتعاطف مع الحراك الجنوبي وبعضها يقف معه صراحة – مجلس تحالف مأربالجوف – مثلاً، وهي تغض الطرف عن قضية التمرد في صعدة وتتجنب إلى حد ملفت التحدث عن مواقفها من هذا التمرد، كل هذا قد يكون دفع بالحزب الحاكم كما يعتقد بعض المحليين إلى ان يلجأ الى قواه في أوساط المجتمع القبلي لمحاولة إشعال الأزمة في هاتين المحافظتين، ربما من باب عدالة توزيع الأزمة وهاهي مأربوالجوف تجدا نفسها الآن في وسط المعمعة فالحوثيين نقلوا حربهم مع الدولة من صعدة غالى الجوف والسلطة (المؤتمريين) نقلوا حربهم مع القاعدة من الجنوب إلى مأرب . بعض المراقبون للوضع في مأربوالجوف تحدثوا عن اتفاق مؤتمري حوثي في الجوف لمواجهة عناصر الإصلاح، صاغ بنوده بعض القيادات الوسطى والميدانية في الحزب الحاكم بالجوف، ويرجع البعض نشؤ مثل هذه التحالفات الى الضعف التنظيمي لأعضاء المؤتمر وانعدام الولاء الحزبي، حيث تجلى هذا التحالف في مديرية مجزر بمأرب عندما وقف قياديون مؤتمريين في صف اتباع الحوثي، لانتزاع الإمامة من احد خطباء الإصلاح. وفي مأرب التي شهدت مواجهات شرسة بين الجيش وافراد من القاعدة، أتت الأنباء لتتحدث عن مقتل ما لا يقل عن 3 جنود وجرح 6 آخرين، فيما صفوف القاعديين متعافية، وحتى منازلهم لم تصب بأذى، وانتهت مواجهة الامس ولديهم 5 جنود أسرى وعتاد عسكري استولوا عليه. الوضع لازال قالب للاشتعال حيث لا تزال الحملة العسكرية مرابطه بالقرب من منطقة المواجهة –عرق آل شبوان-، فيما عناصر القاعدة شوهدوا وهم يسرحون ويمرحون في المنطقة ويظهرون أنفسهم بطريقة غير مسبوقة، وكان قد وصلهم عشرات المسلحون من التنظيم وأنصارهم من مأرب والمحافظات المجاورة. فيما لم يعرف مصير الجنود الأسرى، قالت معلومات غير مؤكدة ان عناصر القاعدة كسروا الطوق الامني وغادروا المنطقة وبحوزتهم الأسرى. والآن تبدأ دورة العنف في أهم مناطق القبائل تسليحاً وفقراً وأكثرها تأثيراً على إمدادات النفط والطاقة وأمن دول الجوار.