اعرب المبعوث الأميركي الخاص الى اليمن ليندركينج ومبعوثة مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين أنجلينا جولي،التي زارت اليمن مؤخرا، عن إحباطهما بسبب جمع المانحين 30% فقط من التمويل اللازم للاستجابة الإنسانية في اليمن. وكانت أنجلينا جولي، سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأممالمتحدة، قالت الأربعاء الماضي إن الوضع في اليمن "يفطر القلب ويثير الغضب". جاء ذلك خلال كلمة ألقتها جولي، في مؤتمر دولي عبر اتصال مرئي لدعم الاستجابة الإنسانية في اليمن، برعاية الأممالمتحدة وتعاون حكومتي سويسرا والسويد، ونشرها موقع أخبار الأممالمتحدة. وقالت جولي إنها زارت اليمن قبل 10 أيام، والتقت بقسم صغير من الملايين الأربعة النازحين بسبب النزاع. وأضافت: "زرت موقع إيواء غير رسمي تعيش فيه 130 أسرة.. فقط 20 منها تحصل على المساعدات الغذائية، وفقط عندما يتوفر التمويل". وتابعت أن "الأمر يفطر القلب ويثير الغضب.. وفوق كل ذلك، هي أزمة من صنع الإنسان، ويجب وضع حد لها". وأردفت: "زرت مدرسة بديلة، كانت مكوّنة من 5 غرف صغيرة مظلمة.. يجلس الأطفال على الأرض ولم يتناولوا الطعام، ولم تتناول المعلّمة الطعام". ومن بين 36 دولة قدمت تعهدات، قدمت الولاياتالمتحدة 585 مليون دولار، وبريطانيا 115 مليون دولار، والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي 407 ملايين دولار. كارثة محتملة وبعد يوم واحد من تعهد الدول المانحة بأقل من ثلث مبلغ 4.2 مليارات دولار، الذي طلبته الأممالمتحدة للمساعدات الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل، حذّرت الجمعيات الخيرية من "كارثة محتملة"، وسط مخاوف من تأثير الحرب في أوكرانيا على اليمن. وفي مؤتمر للمانحين عبر الإنترنت، الذي عقد يوم الأربعاء، تلقت الأممالمتحدة 1.3 مليار دولار فقط من التعهدات للدولة التي مزقتها الحرب، في وقت بدأ فيه التمويل بالفعل في النضوب حيث حوّل العالم انتباهه إلى الصراع في أوكرانيا. في الوقت نفسه، مع استيراد اليمن لأكثر من 30 في المائة من قمحها من روسياوأوكرانيا، يتحول الانتباه الآن إلى التأثير المحتمل لتعطل إمدادات القمح على الوضع اليائس بالفعل في البلاد. وأدى الغزو الروسي لجارتها، في فبراير / شباط، إلى ارتفاع أسعار القمح والوقود العالمية، بعد أشهر فقط من قيام وكالات الأممالمتحدة، التي تعاني من ضائقة مالية بقطع المساعدات الغذائية عن ثمانية ملايين يمني. وفي بيان صحفي صدر، يوم الخميس، عقب المؤتمر، قالت راما حنسراج، مديرة منظمة إنقاذ الطفولة في اليمن: "قبيل انعقاد مؤتمر التعهدات هذا الشهر، اضطرت المستشفيات في اليمن إلى التوقف شبه التام بسبب نقص الوقود، وهذا يؤدي لتعريض حياة الأطفال للخطر". وأضافت "الآن، تستعد البلاد للتأثير الكارثي المحتمل للحرب في أوكرانيا على إمدادات القمح" . وفي حديث إلى "ميدل إيست آي" من مأرب، قال عبد الواسع محمد، مدير الحملات والإعلام في منظمة أوكسفام اليمن: "إنني قلق للغاية - حتى قبل الصراع في أوكرانيا- توقعت الأرقام الواردة في آخر توقعات للجوع أن يقع المزيد من الناس في حالة جوع متفاقمة في 2022. نفدت الموارد وسبل التكيّف". وتابع: "نشهد المزيد والمزيد من حالات سوء التغذية بين الأشخاص الذين نساعدهم". بشير الصلوي، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، يقول لموقع "ميدل إيست آي" من صنعاء: "تستورد اليمن 95 بالمائة من احتياجاتها من الخارج، بما في ذلك القمح والسلع الغذائية الأخرى". و ستضيف زيادة سعر القمح صعوبة أخرى وعبئاً على حياة الشعب اليمني. واضاف: منذ اندلاع الصراع في أوكرانيا، شهدنا ارتفاعا حادا في أسعار المواد الغذائية بأكثر من 150 في المائة. الملايين من العائلات اليمنية لا تعرف كيف تحصل على وجبتها القادمة. وتابع: أكثر من 17 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية في اليمن، في حين أن هذا العدد قد يرتفع إلى 19 مليونا في النصف الثاني من العام، على حد قول هيئات الأممالمتحدة.،هؤلاء يعانون من مستويات طارئة من الجوع، قد تصل إلى 7.3 ملايين بحلول ديسمبر. قال محمد لموقع "ميدل إيست آي" إنه "من الضروري ألا ينظر العالم بعيدا عن الأزمة في اليمن". ولفت إلى أنه "بينما يتعافى العالم من جائحة عالمية، ويكافح مع أزمات إنسانية متعددة، فإننا نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على الوعي العالمي، وتذكير المانحين أنه بدون المستويات الحالية للمساعدات الإنسانية سيتدهور الوضع بسرعة". الصلوي يقول في هذا الاتجاه: "مع تحوّل الاهتمام العالمي إلى أزمات أخرى بارزة مثل أوكرانيا، يجب على العالم ألا يتخلّى عن شعب اليمن الذي طالت معاناته". وقال ديفيد بيسلي، رئيس برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، في كلمة له أمام مؤتمر التعهدات يوم الأربعاء: "لا تجعلونا نتخذ قرارات بأخذ الطعام من الأطفال في أوكرانيا إلى الأطفال في اليمن". مارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة، قال في نهاية الاجتماع: "سمعنا أن 36 مانحا تعهدوا بتقديم 1.3 مليار دولار تقريبا للاستجابة الإنسانية". وتابع: "لكن دعونا لا نكون في أوهام: كنا نأمل في المزيد. ومن المحبط أننا لم نتمكن، حتى الآن، من الحصول على تعهدات من البعض الذي اعتقدنا أننا قد نسمع منهم". وأضاف "سنعمل بجد للتأكد من أننا... نتضامن مع الشعب اليمني".كان الفشل في الوصول إلى الهدف البالغ 4.2 مليارات دولار بمثابة السنة السادسة التي لم يتم فيها تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بالكامل. وتقدّر الأممالمتحدة أن الحرب في اليمن قتلت 377 ألف شخص بحلول نهاية عام 2021. وكان أكثر من 150 ألفا من هؤلاء القتلى نتيجة مباشرة للنزاع المسلح، بينما ماتت نسبة أكبر بسبب الجوع والمرض الناجمين عن الأزمة الإنسانية.