قال المحامي عارف الحالمي المستشار القانوني لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين في محافظة عدن, إن ما طرحه علي سالم البيض في حواه الأخير مع قناة ال"بي بي سي" كان موضوعيا.. إلا أن المذيع كان يتعمق في الدخول بجوانب شخصية, وسلبيات متعلقة بمثل هذه الجوانب, إضافة إلى هروب أسئلته من الهدف السياسي الذي يعمل من أجله البيض, وكل أحرار الجنوب, على حد تعبيره. وأضاف الحالمي, في حديث ل"مأرب برس" أن القضية الجنوبية لا تتحدث عن العرقية, ولكنها تتحدث عن مظاهر سياسية, وهي الشراكة الحقيقية في دولة أو اتحاد, مشيرا إلى أن فكرة القومية والتي تم التطرق إليها في حوار ال"بي بي سي" مع البيض هي موجودة في الجزيرة والوطن العربي من بداية القرن العشرين, وكان من زعمائها الزعيم جمال عبد الناصر, الذي لم يفرض على السوريين الوحدة بالقوة, بل على العكس من ذلك أمر بانسحاب الجيش من سوريا وفك الارتباط, بحسب الحالمي. مؤكدا على أن فك الارتباط لا يعني العداء, ولكن يأتي تحت إجبار الحاجة السياسية وحاجة المجتمع, لأنه في حالة اليمن كانت هناك جمهوريتان, هما جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, والجمهورية العربية اليمنية, وحين تم التوقيع على الوحدة, كانت هناك نية سيئة ومبيتة من الشطر الآخر, حسب وصفه, وهي ما ترجمها عبر همه في السيطرة على الثروات فقط, طبقا لحديثه. ومن ناحية قانونية, نوه المحامي الحالمي أن القانون الدولي لا يصف حالة الوحدة بأنها زواجا كاثوليكيا أو بروتستنتيا, وفك الارتباك ليس كفرا, في مقابل أن الوحدة ليست إيمان.. وفيما يتعلق بالحوار- الذي أظهر علي سالم البيض, نائب رئيس دولة الوحدة 1990-1994م, والأمين العام السابق للحزب الاشتراكي1986-1990م, الذي كان بمثابة القائد الموجه لسياسة الدولة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية- والذي بدأ فيه البيض غير متوازن في مقاصده السياسية حسب سؤال ل"مأرب برس" قال الحالمي بأن البيض ربما يقع تحت تأثيرات عدد من القيادات الجنوبية في الخارج ك"علي ناصر محمد, وحيدر أبوبكر العطاس, ومحمد علي أحمد" وممكن تكون هناك ضغوطات خارجية أخرى قائمة عليه.. فهو يتكلم من المنفى. وبالنسبة للحوار مع السلطة, قال الحالمي إن الحوار لا يمكن أن ينقطع حتى في حالة الحروب, على حد تعبيره. وعما حدث في مخيم الشهيد الجحافي في محافظة الضالع مؤخرا, والذي بلغت فيه الاختلافات حد الاشتباك بالأيدي بين مكونات الحراك الجنوبي , أوضح عارف الحالمي أن الخلاف أمر طبيعي في أي نشاط سياسي, لكن أن يصل الخلاف إلى حد الاشتباك بالأيدي فهذا خزي للطرفين, مؤكدا على أن الخلاف يحصل عندما يتغلب الذات وفرض الرأي وهو أسوأ شيء في أي نضال. وعن مستقبل الحراك الجنوبي.. فإن المعطيات تؤكد عدم انهزام أي شعب منذ فجر التاريخ, خصوصا فيما يتعلق بالمطالبة بالحقوق ونيل المطالب, وإرساء أساس للحكم حسبما تريد الشعوب, وفقا لتعبير الحالمي. مختتما حديثه عما يحدث في محافظة صعدة, قائلا "إذا كان الأمر حسب ما نقرؤه في الصحف, أو ما نسمعه في المساجد حول فرض الفكر الشيعي, من قبل فئة تتبنى فكرا يسيء للصحابة وللنبي, فإنا أشد فتكا عليهم" مستدركا, أنه لا يجوز الاستمرار في الحرب إذا كانت هناك إمكانية لوقفها.