بسبب حملة قوية ضد الرئيس الليبي، معمر القذافي، وضد زيارته المتوقعة لنيويورك في الشهر المقبل لحضور افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، تدخل الرئيس باراك أوباما، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، لمنع القذافي من نصب خيمة بالقرب من منزل السفير الليبي في الأممالمتحدة، الذي يقع في ضاحية انغيلوود، في ولاية نيوجيرسي بالقرب من نيويورك. وشكر، أمس، ستيف روثمان، عضو الكونغرس، الذي يمثل ضاحية انغيلوود في الكونغرس، ومن قادة الحملة ضد القذافي، الرئيس باراك أوباما والوزيرة هيلاري كلينتون «على الجهود التي أرضت سكان دائرتي». وكان بي جي كراولي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية قال، أول من أمس، عن الدبلوماسيين الليبيين الذين اتصلت بهم الخارجية: «نحن متأكدون أنهم سيوفرون للرئيس القذافي مكانا مناسبا لينزل فيه خلال زيارته لحضور اجتماعات الأممالمتحدة. ونحن متأكدون أنهم سيحترمون رغبات سكان المنطقة». وقال ايان كيلي، مساعد المتحدث، من دون أن يشير إلى منزل السفير الليبي الذي كان القذافي يريد أن ينصب خيمته بالقرب منه: «لن يكون المنزل الموجود في انغيلوود، في ولاية نيوجيرسي، متوفرا للاستعمال لأي خدمة لها صلة بزيارة الرئيس الليبي المتوقعة». يبلغ عدد سكان انغيلوود ثلاثين ألف شخص تقريبا. وتقع المدينة في الجانب الآخر لنهر هدسون في مواجهة نيويورك. ويسكن في المنطقة عدد من أقرباء ضحايا انفجار طائرة «بان آم» فوق مدينة لوكيربي في اسكوتلندا سنة 1988. وأعلن بعض هؤلاء غضبهم على قرار حكومة اسكوتلندا بإطلاق سراح الليبي عبد الباسط المقرحي، الشخص الوحيد الذي أدين وحوكم في موضوع الانفجار. وزاد غضب هؤلاء بعد إعلان نية القذافي نصب خيمة في المنطقة. إضافة إلى الاستقبال الحافل للمقرحي عند عودته إلى ليبيا. ثم استقبال القذافي له، وهجومه على الدول الغربية واتهامها بالنفاق لأنه، كما قال، استقبلت مظاهرات الفرح ممرضات من بلغاريا أطلقت ليبيا سراحهن بعد أن كانت حكمت عليهن بالسجن بسبب اتهامات بنقل فيروس الإيدز لأطفال ليبيين. وأمس قال النائب روثمان إنه بادر، في الأسبوع الماضي، واتصل بالبيت الأبيض وبوزارة الخارجية لمنع القذافي من نصب خيمته في دائرته الانتخابية. وقال: «لم يكن في طلبي أي خرق لأي قانون، لأن الحكومة الأميركية تقدر على تحديد دائرة تنقل كل مسؤول أجنبي يأتي إلى نيويورك لتمثيل بلاده في الأممالمتحدة». وأضاف: «كل ما طلبته هو أن يبقى القذافي داخل مدينة نيويورك». وقال عضو الكونغرس إنه كان عمدة لمدينة انغيلوود في سنة 1982، عندما اشترت السفارة الليبية منزل السفير الليبي. وأن الخارجية الأميركية، في ذلك الوقت، أرسلت خطابا إلى الخارجية الليبية بأن المنزل يجب أن يستعمل فقط للسفير الليبي، لا للقذافي. وأضاف عضو الكونغرس: «لم أطلب سوى الالتزام بالقانون. هذه شروط لا يجب التنازل عنها لأي سبب». وأضاف: «للقذافي سمعة مستحقة كدكتاتور قاتل تلطخت يداه بدم الأميركيين». في الوقت نفسه، نظم جيران السفير الليبي، ومنظمات أميركية، حملة إعلامية. ومن بين الذين تحدثوا إلى القنوات التلفزيونية، شومولاي بويتتش، حاخام يسكن جوار المنزل. قال: «أظهر القذافي صورته الحقيقية»، إشارة إلى استقباله للمقرحي. وقال الحاخام إنه سينظم مظاهرات إذا جاء القذافي إلى المنطقة. وظهرت نتائج الضغوط على الحكومة الأميركية لأن المتحدث باسم الخارجية الأميركية كان قال في الأسبوع الماضي أن هناك اتصالات مع أعضاء الكونغرس (من دون أن يشير إلى عضو الكونغرس، روثمان). وأيضا اتصالات مع «الليبيين لتوضيح مخاوفنا، وتوضيح الحساسيات، أو المخاوف التي قد تصيب العائلات في هذه المنطقة». وعلى الرغم من وجود قانون أميركي حول البعثات الدبلوماسية الأجنبية، ويُسمح للدبلوماسيين الليبيين وغيرهم بحرية التنقل داخل الولاياتالمتحدة، فإنها تستطيع أن تفرض قيودا على استخدام أملاك الدبلوماسيين، مثل ما يحدث في نيو جيرسي. والولاياتالمتحدة التي تؤوي مقر الأممالمتحدة ملزمة بتسهيل إقامة الوفود الأجنبية أيا كانت بلدانها على أراضيها خلال زياراتها إلى المنظمة الدولية. غير أن واشنطن تحتفظ بالحق في الحد من تنقلات قادة بعض الدول المعادية للولايات المتحدة، وهي تحصرها عادة في دائرة لا تتعدى أربعين كيلومترا من مقر الأممالمتحدة.