قال جمال أنعم- رئيس لجنة الحقوق والحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين إن الهجوم الذي شنته صحيفة الميثاق الناطقة باسم المؤتمر الحزب الحاكم ضد أحمد الشلفي مراسل قناة الجزيرة يمثل إساءة, ولا يعد خلافا بين زملاء مهنة, حسبما قال ل"مأرب برس" ليلة أمس الثلاثاء مروان دماج- الأمين العام للنقابة متحفظا عن الإدلاء بأي تصريح. وأضاف أنعم "جاءت هذه الاتهامات التي سيقت ضد الزميل الشلفي من منبر محسوب على الحزب الحاكم وليست مذيلة باسم زميل بعينه وهنا تكمن خطورة مثل هذه الإساءات, إذ تقف بنا أمام مؤسسة كاملة أو حزب بأكمله في مواجهة زميل". ورأى في تصريح ل"مأرب برس" أنه من العيب التملص من تحمل المسئولية في مواجهة هكذا إساءات, "فنحن قلنا مرارا كيف نقيم الدنيا ولا نقعدها أمام أي بادرة تهجم أو اعتداء تصدر من أي جهة رسمية أو غيرها, في حين نتغاضى عن خطابات كهذه تنتهك الحق والحرمات والآدمية ربما, ولا يليق بنا, صحفيين وأسرة صحفية ونقابة, تجاهل ما يعتمل داخل البيت الصحفي, في حين نشعل الدنيا فيما يتعلق بخارج هذه الدوائر". وألمح أنعم إلى إساءة مماثلة مسّت زميلا آخر, جاءت بقلم مؤسسة بأكملها في حين عدها بعض الزملاء خصومة بينية بين زملاء مهنة, وهذا ليس صحيحا على الإطلاق, على حد تعبيره. وقال رئيس لجنة الحقوق والحريات بالنقابة إن حملة استهداف شديدة طاولت الشلفي منذ أن وطئ قناة الجزيرة, مضيفا أن السلطة لا تستطيع إنكار فضيحة التنصت على هاتف الشلفي ومكالماته الشخصية التي دُفِع بها إلى "الجزيرة" وبعض المواقع بعد اختياره مراسلا للقناة, في محاولة بائسة, حسب وصفه, لإيذائه واستبعاده, وهذا أمر وصل البرلمان, وتمت إثارة هذه القضية حينها, غير أنها دُفِنَت في تراب ضعف الأسرة الصحفية وكان يليق بنا ألا نبرر هكذا وصمة, حسبما ذكره. وأرجع أنعم ما حدث للشلفي, وقد حدث له ذلك مرارا وحدث لزملاء آخرين داخل قناة الجزيرة, حسب قوله, إلى الحنق من "الجزيرة" ل"دوافع سياسية, وربما البعض يحاول تصفية حساباته مع قطر عبر زملاء أعزاء يؤدون مهنتهم بكل وضوح ومصداقية والتزام" مدينا هذا التوجه الذي "يجدر بنا أن نفتح ملفات كثيرة في هذا لاتجاه". واختتم أنعم تصريحه بالإشارة إلى أنه يعرف الشلفي منتميا لهذا الوطن الفسيح المؤمن بالتعدد والتنوع وحق الاختلاف, والذي تحاول هكذا خطابات تضييقه كي لا يسع أحدا غير الحزب الحاكم, وهذا ما تؤكده هذه اللغة الاستبعادية الإقصائية التي تجرم وتخون بلا حساب, على حد تعبيره. وكانت صحيفة الميثاق الأسبوعية المؤتمرية قد شبهت الشلفي بوزير الدعاية الألماني "جوبلز", ووصفته بأنه "بوق كاذب" و"غير صادق" و"غير أمين" و"غير محايد" و"لا يحترم أخلاقيات المهنة ولا الحقيقة ولا الموضوعية", طالبة من قناة الجزيرة إعفائه من مراسلتها, على حد تعبيرها. في حين قال الشلفي ل"مأرب برس"في وقت سابق, إنه ليس متفرغا للرد على هكذا تناولات طابعها الخِسَّة, وإرهاب الناس, مؤكدا أن هذه الاتهامات لن تعفيه من الاستمرار في استقامته المهنية, حسب وصفه.