هدد طلاب من جامعة عدن بالإضراب الجزئي فالكامل عن الدارسة؛ احتجاجا على توقيف طالبين, متهمين رئيس الجامعة بإقالة عميد كلية لعدم رفعه كشفا بأسماء الطلاب المشاركين في مظاهرات ما يسمى ب"الحراك الجنوبي", فيما اتهم بيان صادر عنهم رئاسة الجامعة بتطبيق قانون الغاب الذي لا يحترم سوى الأقوياء. فقد شهدت عشر كليات من جامعة عدن, صباح اليوم الثلاثاء, احتجاجات غاضبة شارك فيها عشرات الطلاب والطالبات تضامناً مع زملائهم الموقوفين عن الدراسة لأسباب سياسية وهم وافي صالح حسن, وحبيب أحمد سالم الصبيحي, مرددين شعارات منددة بالقرار الصادر من نيابة شئون الطلاب في جامعة عدن, مايو المنصرم. وحمل الطلاب لافتات كتب عليها "الصمت عار.. الذل عار.. كلنا ضد القرار", مهددين بمواصلة الاعتصامات حتى تتراجع الجامعة عن قرارها الذي وصفوه بالسياسي والخطير, والذي يوحي بأنه تهديد لجميع الطلاب الذين يطالبون بحقوقهم. على الصعيد نفسه أعلن طلاب كلية العلوم الإدارية بعدن الإضراب الجزئي تضامناً مع الطالبين الموقوفين واحتجاجاً على قرار رئيس جامعة عدن "الدكتور عبد العزيز بن حبتور" بإقالة عميد كليتهم "سعيد عوض الرطيل" بسبب عدم رفع أسماء الطلاب المشاركين في الاعتصامات داخل الكلية, حسب تعبيرهم. واصدر طلاب جامعة عدن بياناً موحداً أكدوا فيه أن قرار رئاسة الجامعة والقاضي بتوقيف "وافي وحبيب" لمدة عامين عن الدراسة قد أتى بتهم سياسية جاهزة ومعدة في مختبرات أجهزة أمن النظام (السياسي والقومي)، استمراراً لنظام الحكم العسكري والاستخباراتي الذي تشهده البلاد, بهدف مصادرة حقوق الطلاب وإرهابهم بهذه القرارات, حسب وصفهم. ووصف البيان قرار توقيف الطالبين بالجريمة البشعة والمتمثلة بمصادرة حق الطالبين في الدراسة خلافاً لنصوص الدستور اليمني والمواثيق الدولية التي تعهد النظام الالتزام بها. وأكد الطلاب في بيانهم أن "وافي وحبيب لم يتقدما أبدا لمجلس تأديبي في كلياتهم، ولم يضعا أي تعهدات مسبقة، وإلى الآن لا يعرفان ما هي تهمة إثارة الشغب المذكورة في القرار، في حين أن الجامعة ترفض مناقشة وضعهم مكابرة لتنفيذ قرار سياسي باطل, حيث وضعت من نفسها الخصم والحكم", مضيفين "أن كل هذه الأساليب تجعلنا نشعر أننا في نظام يحكمه قانون الغاب لا يُحترم فيه سوى الأقوياء". وشدد البيان العزم على مواصلة الاعتصامات يومياً في جميع كليات جامعة عدن، وهدد فيه الطلاب بالإضراب الجزئي عن الدراسة في الأيام القادمة وتعليق الشارات الحمراء وصولاً إلى الإضراب الكلي عن الدراسة حتى تتراجع رئاسة الجامعة عن قرارها الذي وصفوه ب"الخطير". ودعا البيان وزير التعليم العالي, وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية والمنظمات المدنية والأحزاب السياسية والأدباء والمثقفين واتحاد طلاب العرب وكل الأحرار للضغط على رئاسة الجامعة لإلغاء قرارها السياسي, والتضامن مع الطالبين الموقوفين, والخروج في اعتصامات ومظاهرات, وإعلان موقف ثابت وصريح لنصرة أبنائهم وإخوانهم في جامعة عدن. واستنكر البيان ما أقدمت عليه قوات الأمن من اقتحام كلية التربية الضالع وملاحقة أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب, حسبما جاء فيه. كما طالب الطلاب بإطلاق سراح المعتقل الدكتور حسين العاقل والدكتور مفتاح علي أحمد والطالب أياد غانم, فورا, معلنين تضامنهم مع صحيفة الأيام وجميع الصحف الأخرى, طبقا لما ذكره البيان الصادر عنهم. وكانت مظاهرات واحتجاجات سابقة قد شهدتها عدة كليات في جامعة عدن تطالب رئاسة الجامعة ونيابة شئون الطلاب بإلغاء قرار توقيف الطالبين "وافي وحبيب", والذي صُدر في نهاية مايو الماضي. *الصورتان لمظاهرة اليوم: في الأعلى (كلية التربية/ عدن), في الأسفل (كلية العلوم الإدارية).
