تواصل مؤسسة الإرشاد الاجتماعي العمل على تأسيس شراكة فعلية بين علماء الدين والسلطات المحلية والإعلاميين والسكان المحليين في محافظة مأرب من أجل رفد عملية التنمية في المحافظة من خلال الاستمرار بوتيرة عالية في تنفيذ عدد من الأنشطة والفعاليات المدرجة ضمن مشروع الإرشاد التنموي . ففي صباح اليوم عقدت المؤسسة في مقرها بالعاصمة صنعاء لقاءً ضم منسقي الشبكة الإعلامية من أجل التنمية التي تحرص المؤسسة أن تنطلق من مأرب لتشمل باقي المحافظات ، وخلال اللقاء الذي أدارة الأخ/ عمار النجار المدير التنفيذي لمؤسسة الإرشاد الاجتماعي تمت مناقشة الخطوات العملية التي يجب البدء في تنفيذها من أجل إشهار الشبكة وتحديد هيكلها الإداري مع مناقشة خطتها السنوية حتى تقوم بدورها المطلوب في خدمة قضايا التنمية بمحافظة مأرب، وقد التزمت المؤسسة بتقديم ما تحتاجه الشبكة من بناء لقدرات أعضائها وتأهيلهم عبر عدد من الدورات المتخصصة في الصحافة والإعلام ، وفي ختام اللقاء تم إقرار عقد لقاء موسع لمؤسسي الشبكة من صحفيي وإعلاميي مأرب نهاية يناير الجاري لإقرار أنظمة ولوائح وهيكلة الشبكة وإشهارها بشكل رسمي منذ أكتوبر من العام 2009م تسعى المؤسسة من خلال مشروع الإرشاد التنموي الذي يستمر لمدة عام كامل في محافظة مأرب،إلى إشراك السكان المحليين في عملية التنمية والتخطيط للنشاطات التنموية ، ويركز المشروع على الدور الذي يمكن أن يلعبه علماء الدين والمرشدين الدينيين في توعية المجتمعات المحلية بالمفاهيم التنموية وتحفيز عملية التغيير الإيجابي داخل المجتمع، ويأمل المشروع في نهايته إلى تأسيس الخبرات والآراء والمعارف والمهارات التي تجسد الدور الفعال للعلماء والمرشدين في رفد التنمية والاتجاه بهما نحو مسارات ملائمة لخلق فرص متكافئة من شأنها تحقيق الاعتدال والوسطية ونبذ السلوكيات والممارسات التي تتعارض مع مبادئ الدين الحنيف. بالطبع فإن الدراسة القاعدية والمسح الميداني لاحتياجات المواطنين ومتطلبات التنمية تشكل الخطوة الرئيسية لتطوير الإرشاد الديني حول قضايا التنمية ، وهي الثمرة الأولى من ثمار المشروع التي قطفتها المؤسسة في السابع عشر من يناير الجاري حيث استعرضت مؤسسة الإرشاد الاجتماعي في قاعة فندق موفنبيك نتائج المسح الميداني لمشروع الإرشاد التنموي من خلال الخطباء والمرشدين الذي أطلقته المؤسسة في شهر أكتوبر الماضي , وسط حضور عدد من الشخصيات الاجتماعية والعلماء ومدراء العموم في محافظة مأرب بالإضافة إلى عدد من المهتمين وقيادات منظمات المجتمع المدني . جاءت تلك الفعالية في الوقت الذي تحظى مأرب بحضور واسع النطاق على المستويين الإقليمي والدولي على خلفية التداعيات الأمنية ، وهو الأمر الذي جعل ثلاثة أجانب يتابعون الجلسة ومداخلات المشاركين بتركيز شديد من خلال الترجمة الفورية التي كانت تبث من (كبينة ) أعدت لذات الغرض. الشيخ يحيى النجار رئيس المؤسسة قال في كلمته خلال تلك الفعالية أن مؤسسته هدفت من خلال ذلك المشروع إلى الإسهام في التوجيه لخطاب ديني يعزز دور العلماء والمرشدين في التنمية بشكل واعي والتأسيس المنهجي للخطط والبرامج التوعوية بالتنسيق مع كل الأطراف الفاعلة في عملية التنمية وتجنيد الخبرات التنموية في مختلف المجالات،وذات القضية ناقشها بعمق الدكتور/ عادل الشرجبي رئيس فريق دراسة مشروع الإرشاد التنموي الذي نفذ في (14) مديرية بمحافظة مأرب الذي قال إن المسح حدد الأوليات من خلال جداول تفصيلية شملت النوع الاجتماعية والتركيب القبلي، وأساليب المعيشة السائدة، ومستوى انتشار المعارف والمواد التوعوية حول الصحة الإنجابية ومدى تأثير ظاهرة الثأر والهجرة على التنمية، بالإضافة إلى العلاقة بين التنمية ومستوى التعليم والأمية ومستوى الدخل الشهري وملكية الثروة الحيوانية ومشكلة التمييز المهني والحصول على الخدمات الصحية وإضافة إلى الصعوبات التي تعاني منها عملية التنمية في المحافظة وظاهرة الثأر وسيادة المفاهيم الاجتماعية الخاطئة عن العمل وممارسة المهن داعياً إلى العمل وفق ذلك لتدخل الجهات الرسمية المعنية لمعالجة قضايا السلوكيات الاجتماعية والتنمية الفاعلة بتشجيع التوجه نحو ممارسة المهن في المجتمع المحلي. وعند استعراض النتائج التي توصل إليها الباحثين من خلال البحث الميداني ،أكد على إن المشروع يركز على دور العلماء والمرشدون في توعية المجتمعات المحلية بالمفاهيم التنموية و تحفيز عملية التغيير الإيجابي في المجتمع باستيعاب الإرشاد الديني لقضايا التنمية في مختلف المجالات التعليمية الصحية الزراعية ، الأم، والمياه وغيرها،مشيراًً إلى أن المشروع يحاول تأسيس شراكة حقيقية بين العلماء والسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني والسكان المحليين في عملية التنمية، من خلال التخطيط ومناقشة المشكلات التنموية وتحديد الأولويات وبناء قدرات الشباب ودمجهم في العمل التنموي ،إلى ذلك قال حموده حنفي منسق المشروع إن المشروع هو الدراسة القاعدية حول قضايا التنمية في مأرب التي تشكل الخطوة الأولى لتطوير الإرشاد الديني حول قضايا التنمية وقدم الشكر لأبناء مأرب على إنجاحهم للمشروع. لم تغفل المؤسسة الدور الذي قام به الباحثين الميدانيين في إنجاح المسح والدراسة القاعدية فقامت خلال تلك الفعالية بتكريمهم مع عرض ريبورتاج تلفزيوني حول سير العمل في الدراسة ونقلت بالصوت والصورة تحركات الباحثين ولقاءاتهم بالمواطنين في المديريات المستهدفة. في ختام تلك الفعالية السابقة قدم عدد من أبناء محافظة مأرب ملاحظاتهم على التقرير والدراسة البحثية ، وقد كانت خلاصة تلك المداخلات أن مأرب تحتاج إلى التنمية والتنمية فقط ،وأي أحاديث أو تحركات تدور خارج ذلك الإطار تندرج في خانة المزايدة والاستهلاك . يذكر أن المؤسسة تكثف جهودها خلال الفترة الحالية للتحضير لعدد من الفعاليات المزمع إقامتها خلال الأشهر القادمة بما فيها ندوات موسعة لكبار العلماء في مأرب ، ودورات للإعلاميين والمراسلين المحليين ، وعدد من الأنشطة المتعلقة بالتنمية والتي تستهدف مختلف الشرائح في المجتمع. الجدير ذكره أن مؤسسة الإرشاد الاجتماعي منظمة غير حكومية تعنى بالإرشاد الاجتماعي ،أسسها الشيخ يحي النجار في العام 2006م .
