قال الشيخ ناجي أحمد الطهيفي- أحد مشايخ محافظة مأرب, إن الدولة تسعى لاستثمار النزاعات الحاصلة في محافظة مأرب لمزيد من استثمار الجهات المانحة وكسب دعمها. وأضاف الطهيفي ل"مأرب برس" إن الدولة لم تولي اهتمامها لإيجاد حلول لما يجري في مأرب, مشيرا إلى "خلق مأرب كبعبع وكبؤرة توتر تخشى منه الدول المانحة قد ربما يؤدي إلى أن تستغل الدولة هذا الجانب لاستثماره ماديا". وحذر الطهيفي, وهو شيخ قبيلة آل أبو طهيف في مديرية حريب بمأرب, من مستقبل النزاعات في المحافظة النفطية والصحراوية الواقعة وسط البلاد, مؤكدا أنه "ما لم يتفاعل أهل مأرب ككيان جماهيري لحل نزاعاتهم فأعتقد أن الأمر خطير جدا وربما يؤدي إلى تفاقم الوضع أكثر مما هو عليه الآن". وفيما يتعلق بحادثة مقتل الشيخ جابر بن علي الشبواني نهاية مايو الماضي, قال إن الشبواني سقط ضحية, مشيرا إلى أن مشايخ مأرب يخشون من مصير مماثل لما حدث له, ف"إذا كان هذا هو الشخص الذي له دور كبير جدا في تقريب وجهات النظر وحل مشاكل الكثيرين وتم التضحية به, فما بالك بالآخرين؟". وكان الطهيفي يتحدث في ختام أعمال الندوة الحوارية الثانية التي نظمتها منظمة "شركاء اليمن", على مدى ثلاثة أيام في صنعاء في الفترة من 22- 24/6/2010, حول "مستقبل التنمية بالمشاركة في محافظة مأرب في ظل ضعف ومحدودية مبادرات حل النزاعات القبلية - المياه والبيئة أنموذجاً"، تحت شعار "الناس شركاء في ثلاث – الماء، والكلأ، والنار " , في إطار برنامج "الحوار المجتمعي التنموي" الذي تنفذه المنظمة في محافظة مأرب خلال العام 2010م والذي يشمل عقد (6) ندوات حوارية تنموية يتم من خلالها إشراك أعضاء المجالس المحلية والمشايخ والشخصيات الاجتماعية والمسئولين الحكوميين والشباب والنساء وأعضاء منظمات المجتمع المدني في الفعاليات التحضيرية والحوارية. وأضاف الطهيفي أن موقف مشايخ مأرب من مصير مماثل لما حدث للشبواني يعتمد على قدرة تجمعهم في مواجهة ذلك, وقال إن مشايخ مأرب سيتمكنون من توحيد صفوفهم إذا ما ترفعوا وسموا بأنفسهم على المسائل البسيطة, متمينا أن يحاولوا قدر الاستطاعة أن يساهموا مساهمة حقيقة في عملية التنمية وتحقيق شراكة مع الدولة والجهات المانحة. وعما يتعلق بالندوة الحوارية الثانية حول مستقبل التنمية في محافظة مأرب, قال الطهيفي إنها تسهم إسهاما كبيرا في جمع القبائل وفي سبيل إيجاد الحلول لقضايا النزاعات والتنمية في مأرب, منوها إلى أنها بمثابة وسيط, ولها أهمية كبيرة جدا في ما يتعلق بإشراك الآخرين ومكافحة التطرف, حد تعبيره. وقال إن "القبائل في مأرب هم منظمات مجتمع مدني, وفي هذا الإطار فإن منظمات المجتمع المدني تشكل أهمية كبرى من حيث توحيد الرؤى, ومن حيث لقاء القبائل للنقاش والحوار لتقريب وجهات النظر", مبديا أمله أن تساهم هذه الندوة وغيرها في التخفيف من مشاكل الثأر في محافظة مأرب, وأن تساهم في عملية تنمية المحافظة وحل مشاكل النزاعات فيها.