الحمد الله العظيم القائل في كتابة (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) والصلاة والسلام على البشرية النذير القائل (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) في أجواء تملأها الثقة في الفوز والنصر ، ولحظات تستوجب العمل والمثابرة والتطلع بعزم إلى المستقبل انعقد يوم الثلاثاء الثامن من شهر الله المحرم لسنة 1432ه الموافق 14/ ديسمبر/2010م المؤتمر المحلي الخامس للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة مأرب تحت شعار (نحو اصطفاف شعبي وإجماع وطني يحمي اليمن ويستعيد مضامين الثورة والوحدة )التقت فيه كوكبة كريمة من أعضاء التجمع اليمني للإصلاح بعد أن استكملت إجراءات انتخاباتها الشوروية القاعدية لأعضاء المؤتمر العام والمحلي الخامس للإصلاح في ظروف انتخابية تألقت فيها الأرواح واجتمعت فيها القلوب على الصفاء والمودة والإخلاص وصدق القول والعمل . بدأ المؤتمر المحلي بجلسة افتتاحية حضرها العلماء والمشائخ والوجهاء وممثلوا الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني كما حضرتها السلطة المحلية ممثلة في محافظ المحافظة العميد /ناجي بن علي الزايدي وعدد من مدراء عموم مكاتب المحافظة حيث بدأت بالقران الكريم ثم كلمة المكتب التنفيذي ألقاها رئيس المكتب رئيس المؤتمر المحلي ثم تلتها كلمة المؤتمر الشعبي العام وكلمة أحزاب اللقاء المشترك ثم تلتها كلمة السلطة المحلية ثم كلمة مشرف المؤتمر ألقاها المهندس / عبدالله علي صعتر عضوا الأمانة العامة للإصلاح ،وقد تناولت الكلمات العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي . رفعت بعدها الجلسة الافتتاحية لتبدأ جلسات العمل التي قرئ فيها تقرير المكتب التنفيذي مستعرضاً أعمال المكتب لدورة انتخابية كاملة أثراها المشاركون بالملاحظات والمداخلات التي أقرت كجزء من التقرير . كما قام المؤتمرون خلال الجلسات بتشكيل عدد من اللجان المتعلقة بالانتخابات الداخلية وصياغة البيان الختامي ،وقد تم إجراء الانتخابات في أجواء ديمقراطية وشفافية وذلك لاختيار ممثلي المؤتمر المحلي في مجلس الشورى العام وكذا انتخاب سبعون عضواً لهيئة الشورى المحلية . وقد استعرض المشاركون في جلسات أعمال المؤتمر الأحداث والمستجدات التي يمر بها الوطن عامة والمحافظة خاصة , والتي يرى فيها المؤتمرون انعكاساً واضحا لفشل السلطة وحزبها الحاكم في إدارة البلاد , هذا الفشل الذي أكدته تقارير داخلية وخارجيا وحتى أحاديث الناس العاديين في الشوارع والمقاهي والدواوين والمدارس والمكاتب الحكومية ,هكذا الفشل الذي وضع البلاد على طريق الكارثة . إن التوصيفات التي امتلأت بها آلاف الصفحات من التقارير والاستطلاعات والدراسات المعمقة منها (دولة فاشلة) (دولة هشة )(سلطة عصابة ) سلطة عائلية )وغيرها من الأوصاف التي تؤكد لكل من له قلب إننا حيال وضع عصيب لا ينبغي لليمنيين ألا يكونوا حياله سلبيين ولا متخاذلين أو يائسين ) بل عليهم التسلح بالإيمان واليقين والمصابرة والعمل والتحرك بجدارة وقوة حتى يأخذوا البلاد بعيدا عن طريق الكارثة الذي وضعته فيها السلطة القائمة على مدى ثلاثة عقود من الزمن , خرجت فيها دول مجاورة وبعيدة (عربية وافريقية وجنوب أمريكية ) إلى أوضاع مستقرة وواعدة. ودخل خلالها اليمن بسب سياسيات ( السلطة الحاكمة ) إلى النفق المظلم , وجعلت منه دولة فاقدة السيادة والمسؤولية كما أكدت ذلك وثائق الخارجية الأمريكية التي نشرها موقع (ويكيلكس ) أكدت أن هرم السلطة هو المسئول الأول عن الوضع الذي وصل أليه اليمن على النقيض مما كانوا يقولون لنا في الماضي أن مسئولين صغارا من الدرجة الثانية والثالثة هم الذين يمارسون الأخطاء والضلالات ويعبثون بالسلطة والثروة . لقد خرج المشاركون من نقاشاتهم المستفيضة والجادة واستعراضهم لجملة من المقررات التي دعت إليها دوارات المؤتمرات المحلية السابقة انه لا جدوى من دعوة السلطة سواء المركزية منها أو المحلية إلى إصلاح الأوضاع رغم أن هذا واجبها الدستوري والأخلاقي ولكن هذه الدورة ستتوجه إلى الجماهير اليمنية والى منظمات المجتمع المدني والمنتديات السياسية والطلابية والى التجمعات واللجان الوطنية للقيام بواجباتها الدينية والإنسانية والوطنية حيال بلد لم ير إلا النكد من حاكميه , وشعب يعيش الفقر والفاقة , وحكامه أكلوا حد التخمة وكنزوا حد الفجور ,إن الأمل بعد الله في اصطفاف وطني وتلاحم شعبي عريق ومخلص يأخذ اليمن إلى طريق التغيير وينقله من الفقر إلى الغنى ومن الجهل إلى العلم ومن المرض إلى الصحة ومن الظلم إلى العدل , ومن ربقة الاستبداد إلى فضاء الحرية والشورى , بكلمة جامعة تعيد اليمن إلى وصفه القديم (اليمن السعيد )) وليس يمن النكد الجديد الذي يقول فيه الحاكم انه ليس مسئولا إذا قتل موطنوه ظلما من قبل الأجنبي . لقد خرج المؤتمرون من نقاشاتهم الكبيرة بالقرارات والتوصيات التالية :- يدعو المؤتمر المحلي الخامس أعضاء التجمع اليمني للإصلاح إلى التلاحم والترابط , وإشاعة الأخوة والتعاضد من خلال المشاركة الفاعلة في الحلقات التنظيمية , والاحتشاد القوي في كل الفعاليات السياسية والاجتماعية والنضالية . يدعو المؤتمر كافة الموطنين على مستوى جغرافية هذا الوطن وفي مقدمتهم أبناء محافظة مأرب وأعضاء الإصلاح على الخصوص إلى العمل على انتزاع حقوقهم عبر النضال السلمي كطريق حكيم يقود إلى نيل المطالب المستحقة شرعا ودستورا . يدعو المؤتمر قيادة ملتقى مأرب ( المفوض الشعبي ) بالسير على طريق تحقيق حقوق ومطالب المحافظة المهضومة . يدعو المؤتمر المحلي الخامس أعضاء الإصلاح والمشترك وكافة الموطنين للانتظام في لجان شعبية لمتابعة ومراقبة المجالس المحلية حتى يتم تنفيذ جميع مشاريع الخطة وفي المقدمة منها التعليم والكهرباء والمياه والصحة والمواصلات والطرق , ويدين الاختطافات المستمرة ضد أساتذة كلية مأرب ووسائل نقلها داعيا الجميع إلى الالتفاف حول هذا الصرح الأكاديمي والضغط بكافة الوسائل لتحسين جودة الأداء وتوفير المستلزمات المطلوبة . يطالب المؤتمرون لجنة تقصي الحقائق المشكلة بعد حادثة مقتل أمين عام المجلس المحلي بمأرب نشر تقريرها واطلاع الرأي العام على كافة التفاصيل , ويستنكر المؤتمر بشدة ما تعرضت لمناطق وادي عبيدة خلال الفترة الماضية من قصف عشوائي واستهداف للآمنين مع استمرار عسكرة المناطق والقرى الأهلة بالسكان . يدعو المؤتمر المنظمات الحقوقية والتشريعية والتنظيمات السياسية إلى العمل على محاسبة المفرطين بالسيادة الوطنية ومخاطبة السفارة الأمريكية لإيقاف تحليق الطائرات بدون طيار التي أزعجت الموطنين في المحافظة والتي قتلت بالقصد أو الخطأ العديد من أبناء اليمن . يدعو المؤتمر اللقاء المشترك إلى الثبات على المواقف المشرفة التي عهدناه عليها لإحداث إصلاحات سياسية تفضي بالبلد إلى طريق الأمان , والتمسك باتفاق فبراير المرجعية الوحيدة لشرعية الحكم والمعارضة اليوم . يدين المؤتمر انقلاب السلطة على اتفاق فبراير ويرفض المؤتمرون رفضا قاطعا إجراء أي انتخابات دون توافق وطني لان إجراءات أي انتخابات منفرة يعني أن قرار تفكيك البلد قد اتخذ من قبل السلطة . يعلن المؤتمرون وقوفهم إلى جانب كتل المشرك بمجلس النواب في اعتصاما تهم ويدعوهم إلى الاستمرار فيها حتى تعود السلطة إلى طريق الحوار والالتزام بالاتفاقات النافذة , ويدين المؤتمر تحويل البرلمان إلى ثكنة عسكرية . يدعو المؤتمر الحراك الجنوبي إلى تفعيل نضاله السلمي وعليهم ألا ينجروا وراء دعوات العنف التي تستغلا السلطة لإجهاض مشروعهم والتنصل عن حقوقهم . يدعو المؤتمر المحلي الخامس كافة أبناء اليمن المبارك إلى نبذ العنف والثار والإرهاب وكل صور الفساد والإفساد ,وثقافة الكراهية والتطرف ,وان تكون الوسطية الفكرية والسياسية هي الخيار الوحيد للجميع . يدعو المؤتمر كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية وأفراد المجتمع إلى الاستمرار في دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني , ومساندته بكافة الإمكانات المدية والمعنوية . صادر عن المؤتمر المحلي الخامس للإصلاح الدورة الأولى – مأرب