عدّ مراقبون مسيرة اليوم الأربعاء الحاشدة في العاصمة صنعاء هي الأضخم من نوعها في تاريخ المسيرات باليمن، قُدر عدد المشاركين فيها بقرابة المليوني متظاهر. فعند الساعة الرابعة عصراً وبعد ان أدى المحتشدون بساحة التغيير بصنعاء السلام الجمهوري خرجت تدفقات الحشود من مختلف مداخل الساحة الى شارع الزراعة الذي اكتظ بمئات الآلاف من المعتصمين بمختلف فئات منظمات المجتمع المدني. حيث شارك في المسيرة تحالف منظمات المجتمع المدني " متن" بكافة المنظمات والنقابات المنضوية تحته وعلى رأسها نقابة المعلمين والأطباء والصيادلة ونقابة خطباء اليمن، وغيرها من النقابات والمنظمات المدنية. اعتداء بالحجارة لثلة بلاطجة: وانطلقت المسيرة الحاشدة من شارع الزراعة حتى منطقة القاع، وهناك كان قرابة 30 فرداً جلهم من الأطفال يرفعون صور الرئيس ويهتفون باسمه، وكان بعضاً منهم يرحبون بالمسيرة ويمنعونهم من محاولة استفزاز فراد المسيرة قائلين " هؤلاء أطفال لاتؤاخذهم وهي حرية التعبير"، وحينها كان المشاركون في المسيرة يهتفون برحيل صالح بذات المنطقة من بإطلاق النار الحي في الهواء، فهتف المشاركون "سلمية سلمية" فتوقف إطلاق النار عقبها. من جهته اعتبر الدكتور محمد الكميم احد المشاركين في المسيرة ما وصفها بالمحاولة الفاشلة لبعض بلاطجة النظام الاعتداء على نهاية المسيرة اليوم بأنها ذات المحاولات الفاشلة والسيناريو الذي اتبعه نظام حسني مبارك المخلوع بمصر. مضيفاً في حديثه ل"مأرب برس": وسيناريو ما حدث لمبارك ونجليه اليوم بإذن الله سيتكرر خلال الأيام القادمة في صالح ونظامه". حشود أمنية ومصفحات ومكافحة شغب: ثم انطلقت المسيرة من شارع الزبيري باتجاه شارع الستين الغربي، وفي جولة بغداد شوهد عدد من أفراد الأمن المركزي ومكافحة الشغب مع مصفحات عسكرية قامت بقطع شارعي هائل وبغداد، عندها كان يهتف المشاركون (نحن والشرطة والجيش..يجمعنا رغيف الجيش). كما شوهد عشرات من يصفون "بالبلاطجة" في جسر "كنتاكي" يحاولون الاعتداء على المسيرة بعد مرورها من ذات الجسر قبل ان تقوم قوات الأمن منعهم من ذلك ثم انطلقت المسيرة الى جولة المصباحي بشارع الستين الغربي ممتدةً الى شارع الرباط حتى الوصول الى ساحة التغيير بصنعاء. هذا وقد رفع المشاركون في المسيرة الشعارات والهتافات المطالبة بإسقاط النظام والرحيل الفوري للرئيس صالح، كما هتفوا ( ارفع رأسك يا يمني ..أعلنها عصيان مدني)..و( يا علي يا كذاب ..اليمن مش إرهاب ). ولوحظ في المسيرة رفع المشاركون لافتات قماشية بشكل لافت بمختلف أسماء الائتلافات والنقابات والمنظمات حملت في مجملها عبارات وكلمات منددة بالجرائم التي يرتكبها النظام بحق المعتصمين بمختلف المحافظات، والمطالبة بمحاكمة النظام وأعوانه جراء ارتكابهم ذلك، مؤكدين رفضهم القاطع للمبادرة الخليجية التي لم تنص صراحة على تنحي صالح فوراً من السلطة.