خرج مئات الآلاف مساء اليوم في مختلف شوارع العاصمة صنعاء في مسيرة حاشدة هي الأضخم عدداً، والأطول مسافةً وزمناً منذ انطلاق الثورة الشعبية اليمنية منذ شهرين. انطلقت المسيرة الحاشدة التي استمرت اربع ساعات الساعة الرابعة عصراً من جولة مذبح، معلنةً رفضها للمبادرة الخليجية الأخيرة، مشددةً على مطالبها بالتنحي الفوري للرئيس صالح". وكانت الحشود التي بدأت من شارع الستين الشمالي مروراً بشارع حي النهضة، ثم شارع المواصلات مروراً بشارع مازدا ثم جولة الغرفة التجارية بالحصبة، حتى شارع الصحة والإذاعة والتلفزيون، مروراً بالشارع الخلفي للجنة الدائمة فشارع القاهرة حتى الوصول إلى ساحة التغيير- كانت تردد هتافات وشعارات مطالبة بإسقاط النظام، ورحيل صالح، ومن تلك الهتافات ( زنقه زنقه دار دار.. هذه المسيرة أول إنذار) و( زنقه زنقه دار دار..علي يا غدار.. ما فعلتوا بجعار.. ما فعلها التتار). وقطعت المسيرة مسافات طويلة تحت هطول الأمطار والمشاركون يهتفون حينها ( جانا المطر..جانا السيل..علي بيرحل الليل). وخرج المئات من المواطنين بشكل لافت من منازلهم بينهم نساء وأطفال على أرصفة الشوارع وأسطح المنازل ونوافذها يحيون المسيرة ملوحين بأيديهم وهم يرددون هتافات تضامنية، وكان النساء والأطفال ينثرون الورود والحلويات على المسيرة تعبيراً عن ترحيبهم، كما كان الأطفال يهتفون بالهتاف الذي أصبح متداولاً لديهم كغنوة الزمن (الشعب يريد إسقاط النظام). وحيا المشاركون في المسيرة الحاشدة السلمية أفراد القوات المسلحة الذين كانوا يقفون على جوانب الطرق. لجنة نظام المسيرة تحمي اللجنة الدائمة: وخلال وصول المسيرة عند مقر اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام بالحصبة هتف المشاركون "ببطلان الحزب الحاكم"، إلا ان ما لفت الانتباه ان شعار "السلمية" التي يرفعها المعتصمون تجسد عند مرور المسيرة بمبنى اللجنة الدائمة حيث قامت لجنة نظام المسيرة بعمل سياج حماية من الشباب على مبنى مقر اللجنة ، وكذا سياجاً آخر أمام مبنى قسم شرطة الحصبة لدرء أي محاولة اعتداء حفاظاً على المسار السلمي". حسب قول احد أعضاء لجنة النظام. و شوهدت كافة المحلات التجارية وبسطات الباعة المتجولين تزاول عملها أثناء مرور المسيرة من مقربة منها. حرس جمهوري ومسلحين بأسطح اللجنة الدائمة: وعند وصول المسيرة الحاشدة الى شارع القاهرة هتف المشاركون ( الشعب خلاص اسقط النظام) في إشارة منهم إلى أن ذات الشارع أصبح تحت سيطرة شباب التغيير وحمايتهم. رافق المسيرة التي شارك فيها مختلف فئات المجتمع العمرية والمهنية، عدد من أفراد الطاقم الطبي وسيارات الإسعاف، ولم تسجل أي اعتداء على المسيرة، غير محاولة فردية لأحد المواطنين بشارع مازدا حاول الخروج بسلاح "كلاشنكوف" من منزله إلا أن المتواجدين من أقاربه أعادوه بالقوة إلى منزله . كما شوهد عدد كبير من أفراد الحرس الجمهوري ومسلحين مدنيين على أسطح مبنى اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام بالحصبة. ...