طالب مئات الآلاف من المتظاهرين اليمنيين اليوم في مسيرات حاشدة المجتمع الدولي بتحمل التزاماته الأخلاقية والقانونية تجاه ما يجري في اليمن من جرائم ضد الإنسانية يرتكبها نظام صالح بحق المتظاهرين سلميا والسكان المدنين في صنعاءوتعز وأرحب ومناطق أخرى من البلاد. وقال المتظاهرون في هتافات رددوها خلال المسيرات إنهم يدينون بشدة ويستغربون الصمت المخجل للدول العربية إزاء ما يحصل في بلادهم كما ينطبق الحال مع المجتمع الدولي الذي يقولون انه يكيل بمكيالين في تعامله مع ثورات الشعوب تبعا لمصالحه, متسائلين عما يفرق بين ما تشهده اليمن وسوريا عندما تحركت الجامعة العربية بفرض عقوبات ومعها الدول الكبرى على النظام السوري وترك صالح يفعل ما يشاء.
وشهدت العاصمة صنعاء اليوم خروج مسيرة رجالية ونسائية حاشدة جابت عددا من الشوارع وسط ترديد هتافات تدعو لتضامن مع أبناء أرحب وتعز وتطالب بمحاكمة صالح واعوانة بوصفهم مجرمي حرب.
وكانت نقطة تجمع الرجال بجوار فندق أيجل بينما تجمعت النساء عند تقاطع شارعي تونسوالقاهرة قبل أن يتحرك الجميع في مسيرة مرت من شارع القاهرة وجولة سبأ مرورا من أمام مستشفى الشرطة وجولة الحباري وصولا إلى أمام منزل علي صالح القديم فيما يعرف بقرية الدجاج قبل أن تعود لساحة التغيير دون أن تتعرض لأي أذى من الأمن أو بلاطجة النظام، وذلك بسبب تواجد المبعوث الأممي في صنعاء.
واعتبر المتظاهرون الخروج في المسيرة وفاء لدماء الشهداء ومحاكمة قتلتهم من نظام صالح ومطالبة بتجميد أرصدتهم التي نهبوها من أموال الشعب على حين غفلة من الزمن.
كما دعا المتظاهرون إلى عدم منح صالح ومسئولي نظامه حصانة من الملاحقة القضائية تعفيهم من جرائمهم بحق أبناء الشعب,خلال أي تسوية يجري الحديث عنها. وكان عدد من موظفي مستشفى الشرطة بصنعاء يلوحون بأياديهم وهو يحيون شباب الثورة أثناء مرور المسيرة من أمامهم,ما يؤكد واحدية المطالب والهدف لليمنيين بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم.
وكانت المسيرة مرت كذلك من أمام الحديقة الكائنة في سوق القاع ,حيث قام عدد من الشباب بتعليق صور المنازل المهدمة جراء القصف في تعز وحيي الحصبة وصوفان وصورا أخرى للضحايا المدنيين.
وفي محافظة تعز ,قرر المشاركون في التظاهرة الحاشدة على الاتجاه بمسيرتهم إلى منزل الشهيدة زينب أحدى شهيدات قصف ساحة الحرية بتعز في جمعة"لاحصانة للقتلة" لتأكيدهم على مواصلة التصعيد وفاءاً لكل شهداء و جرحى الثورة .
وقد ردد المشاركون عبارة"لا اله إلا الله و الشهيد حبيب الله" ,حينما مروا من طريق السلخانة بعد تنفيذهم وقفة أمام منزل الشهيدة الحافظة زينب قاموا خلالها بترديد الهتافات ,متعهدين بالسير على درب شهداء الثورة.
وقامت حرائر الحالمة بإلقاء التحية على أم الشهيدة و التي كانت واقفة أمام المنزل لتحي المتظاهرون, وهتفن "دم الشهداء ما يضيع هباء دم الشهداء ما يروح هباء" وردد المتظاهرون النشيد الوطني أمام منزل الشهيدة.
وبدورهم قدم شباب الثورة في محافظة شبوة لوحة فريدة في التضحية والعزيمة في الصبر ومواصلة النضال حتى تحقيق كامل أهدافهم,وذلك عندما خرجوا في مسيرة حاشدة قاطعين مسافة 4 كلم.
وقد دعت المسيرة التي خرجت في مدينة عتق بمحافظة شبوة ,بإعدام قاتل النساء والأطفال و رحيل نظامه .
أما في اللواء الأخضر , فقد خرجت مسيرة للآلاف من نساء يريم بمحافظة إب تضامنا مع تعز وأرحب ومطالبة بمحاكمة صالح.
فيما نفذ شباب الثورة في عاصمة المحافظة وقفة احتجاجية أمام شركة النفط تنديدا بإخفاء المشتقات النفطية.
ثوار البيضاء في مدينة رداع استنكروا من جانبهم خلال مشاركتهم في مسيرة حاشدة الصمت العربي والدولي حيال جرائم صالح في اليمن وعدم تحركهم لاتخاذ إجراءات رادعة بحقه مماثلة بما اتخذوه بحق نظام بشار الأسد في سوريا.
وطالب المشاركون باتخاذ بموقف عربي ودولي حازم تجاه جرائم صالح واحالتة للجنايات الدوليه.
وتأتي مسيرات اليوم ضمن برنامج تصعيد الفعاليات الثورية الاحتجاجية التي أقرته اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية والشعبية في ساحة التغيير بصنعاء , بشكل يومي حتى الموعد المقرر لاجتماع مجلس الأمن في ال21 من الشهر الجاري,حيث ينتظر أن يتخذ المجلس عقوبات بحق النظام لعدم انصياعه لقراره بالتوقيع على المبادرة الخليجية وفقا للتقرير الذي يرفعه المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر.
وسيركز برنامج الفعاليات التصعيدية اليومية على تأكيد المطالب المتعلقة بمحاكمة الرئيس صالح ونجله الأكبر وأقاربه المتورطين في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ودعوة المجتمع الدولي إلى تفعيل دوره في دعم تحريك الدعاوى القضائية لضمان مثول الرئيس صالح ونجله الأكبر أمام المحكمة الجنائية الدولية إلى جانب التشديد على رفض أية تسويات سياسية تمنح صالح وعائلته ضمانات بعد تقديمه لاستقالته.