سيطر الثوار الليبيون اليوم على مطار مصراته (غرب ليبيا) اثر معارك عنيفة مع القوات الموالية للعقيد معمر القذافي، مسجلين بذلك نصرا كبيرا في النزاع مع النظام الذي بدا منذ ثلاثة اشهر تقريبا. وحسب صلاح بادي المسؤول عن هجوم الثوار الذي استمر نحو عشرة ايام في المنطقة، فإن ضباط كتائب القذافي تركوا الجنود يقاتلون لوحدهم. وقد قاومت مجموعات صغيرة الا ان الغالبية حاولوا الفرار في زي مدني. وباتت القوات الحكومية متمركزة في زليتن على بعد نحو 50 كلم غرب مصراته على الطريق الساحلية بحسب بادي الذي اكد ان الثوار سيركزون قواهم على هذه الطريق مع نية الزحف نحو العاصمة طرابلس مهد النظام التي اصبحت على بعد 200 كلم. قال مسؤول حكومي ليبي لوكالة فرانس برس ان ستة اشخاص قتلوا واصيب 10 اخرون في ضربات جوية شنها حلف شمال الاطلسي في وقت مبكر الخميس واصابت مجمعا في طرابلس كان يقيم فيه الزعيم الليبي معمر القذافي. وسمع دوت أربعة انفجارات فجر اليوم، الخميس وسط مدينة طرابلس، اثنان منها بمحيط باب العزيزية، مقر الزعيم الليبي معمر القذافي. وكان التلفزيون الليبي قد بث ليل أمس مشاهد لاستقبال العقيد الليبي معمر القذافي لوفد شعبي ليبي، في أول ظهور له بعد مقتل نجله وتردد شائعات عن مقتله، وقال التلفزيون الليبي إن الوفد الشعبي ضم أعيان القبائل في المنطقة الشرقية وجرى الاستقبال في أحد فنادق العاصمة طرابلس. وكانت الصحف البريطانية أشارت إلى احتمال أن يكون القذافي قد قتل في الغارة التي شنها حلف الأطلسي في الأيام الأخيرة وقتل فيها عدد من أفراد أسرته. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد رفضت تأكيد أو نفي المعلومات التي تشير إلى احتمال مقتل أو إصابة القذافي خلال الهجوم الذي شنته قوات "الناتو" قبل أيام، وأسفر عن مقتل نجله محمد سيف العرب وثلاثة من أحفاده، حيث إن القذافي اختفى منذ هذا الهجوم ولم يظهر من بعدها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، بيرنار فاليرو، في تصريح له، أمس الأربعاء إنه ليست لديه معلومات بشأن الوضع الشخصي للقذافي. وأشار المتحدث إلى أن فرنسا لم يعد لديها اتصالات رسمية مع نظام القذافي منذ إغلاق السفارة الفرنسية في طرابلس وإعادة الدبلوماسيين الفرنسيين إلى البلاد في 26 فبراير/ شباط الماضي. من جانبه أكد مصدر مطلع في حلف شمال الأطلسي لمراسل العربية في بروكسل الأربعاء "وجود انتفاضة في طرابلس بعد تدهور وضع قوات القذافي جراء القصف المكثف الذي تعرضت له من مقاتلات الحلف". وذكر المصدر نفسه بأن قوات القذافي "تعيد انتشارها حول العاصمة طرابلس لمحاصرة الانتفاضة داخل المدينة والحؤول دون التحامها بخطوط الثوار في المستقبل". وحول اختباء أو اختفاء القذافي، ذكر الدبلوماسي الأطلسي بأن غياب القذافي عن الأنظار منذ نهاية ابريل يثير افتراضات متعددة حوله. وذكر أيضا بأن المعارضة الليبية أصبحت تسيطر على مطار مدينة مصراته بعد أن تمكنت من دحر قوات القذافي التي اضطرت للانسحاب من ميادين تواجدها. وعقب بأن الوضع الانساني سيشهد زخما في الأيام المقبلة حيث وصلت نحو 15 سفينة إلى ميناء مصراته في الأيام القليلة الماضية. وتوقع المصدر نفسه أن تفقد قوات القذافي قريبا سيطرتها على مدينة البريقة وهي بذلك ستفقد مصدرها الوحيد للتزود بالطاقة. وعلى صعيد التطورات السياسية، أعلنت كاثرين أشتون، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد يعتزم فتح مكتب في مدينة بنغازي الليبية التي يسيطر عليها الثوار لتسهيل وصول المساعدات إلى المجلس الوطني الانتقالي. وقالت أشتون أمام البرلمان الأوروبي، امس الأربعاء ، إن الدعم الأوروبي سيشمل المساعدة في إصلاح القطاع الأمني وبناء المؤسسات. واعلن السناتور جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي الاربعاء بعد اجتماع مع محمود جبريل، مسؤول السياسة الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، انه يعد مشروع قانون يتيح استعمال بعض الودائع المجمدة للزعيم الليبي معمر القذافي لحساب الثوار الليبيين. واعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل سيصل الخميس الى لندن حيث سيبحث مع السلطات البريطانية "فتح مكتب دائم للمجلس الوطني الانتقالي في لندن". واعتبر وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان العقيد معمر القذافي "امامه حتى نهاية ايار/مايو للتوصل الى اتفاق" مع المجتمع الدولي ونفي نفسه قبل ان يسقط في فخ مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية. وفي قطر، اكد ممثلون عن 25 مدينة ليبية تسيطر عليها القوات الحكومية خلال اجتماع لهم ان طرابلس ليست بعيدة عن الاحتجاجات. واعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس انه وجه "دعوة" الى المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لفتح مكتب دائم في لندن، وذلك لدى استقباله اليوم رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل. وقال كاميرون في تصريح للصحافة مع مصطفى عبد الجليل "بوسعي ان اعلن عن سلسلة اجراءات لتعزيز تعاوننا مع المجلس". واضاف ان "الحكومة تدعو اليوم المجلس الى فتح مكتب رسمي هنا في لندن".