في جمعة الحسم والوفاء لصعده التي أطلق عليها الثوار بمختلف ساحات الجمهورية كخطوة أولى نحو المرحلة النهائية للثورة خرج اليوم في العاصمة صنعاء قرابة المليوني متظاهر في شارع الستين للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل صالح ومحاكمته، كما رحبوا بموقف قطر بالانسحاب من المبادرة الخليجية، كما شيع مئات الآلاف شهداء مجزرة النظام مساء يوم الأربعاء الماضي بحي الزراعة بالعاصمة. وفي خطبتي جمعة الحسم أكد الشيخ محمد الباشق من ابناء تهامة - أن دماء الشهداء وحدت محافظات الجمهورية، ولم تتوحد اليمن من قبل كتوحدها مثل هذه المرة، وان تقديم دماء الشهداء ستعجل من انتصار الثورة. وأضاف" ان الثورة ما طالت إلا لتنضج وليكتشف العالم زيف هذا الطاغية، كما ان إطالتها تؤكد للعالم ان الشعب اليمني ترك السلاح وأرادها سلمية. وطمن الباشق دول الخليج بقوله" نؤكد للدول الشقيقة ان لاتخافوا من اليمن فيما بعد رحيل الطاغية، وإذا ما رحل ستكون العلاقة بين اليمن وبينكم متينة ومنهجية لا فردية". وخاطب الشيخ الباشق دول العالم بقوله" ان صمتكم على مجازر الطاغية غطاء له إزاء ارتكابها", مؤكداً بذات الوقت على عدم مغادرة الساحة الا بانتصار الثورة". وفي ختام صلاتي الجمعة والعصر أدى المحتشدون صلاة الجنازة على جثامين 13شهيداً ارتقوا الأربعاء الماضي في اعتداءات قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري وقناصة النظام في حي الزراعة مساء الأربعاء الماضي. وهتف المحتشدون عقب ذلك بأصوات مزمجرة ارتجت لها المنطقة هاتفين( يا شهيد ارتاح ارتاح.. سوف نحاكم السفاح) و (لا اله الا الله..الشهيد حبيب الله). وفي تصعيد جديد طُلب من المحتشدين إدارة وجوههم نحو دار الرئاسة والسبعين والتقدم خطوة نحو الأمام والهتاف بصوت واحد( الشعب يريد إسقاط النظام) و ( الشعب يريد محاكمة السفاح)، كما طُلب منهم رفع أياديهم وتشابكها والهتاف:( اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام). وقام المتظاهرون بإطلاق (بالونات) في السماء كتبت عليها "ارحل" كرسالة الستين الى السبعين. ولوحظ في الجمعة الحالية التي اكتظ بها شارع الستين باتجاهيه حضوراً كبيراً للنساء، وقد امتدت أعداد المحتشدين من أمام المدينة الليبية شمالاً حتى جولة عصر جنوباً. شهداء .. تشابه الأيام والأزمنة: وقام الثوار في موكب جنائزي مهيب بتشييع جثامين الشهداء الى مقبرة الشهداء بسواد حنش "شمال ساحة التغيير". وفي تقارب عجيب بين شهداء جمعة الحسم الحالية ان عددهم 13 شهيداً فيما هو نفس العدد في وجمعة الوفاء للشهداء 29/4 ونفسه اليوم والزمان ترتكب المجازر بحق الشباب، فالمجزرة الأولى التي ارتفع الشهداء فيها الى 15 شهيداً كانت يوم الأربعاء 27/4 مساءً أمام ملعب الثورة، وارتكبت المجزرة الأخيرة يوم الأربعاء الماضي مساءً 11/5 في حي الزراعة بالعاصمة.