أحتشد أكثر من مليون شخص اليوم الجمعة في شارع الستين بالعاصمة صنعاء للمشاركة في إحياء "جمعة الوفاء للشهداء" الذي تم فيه تشييع جثامين 12 من شهداء يوم الأربعاء الماضي، الذين لقوا حتفهم برصاص قوات الأمن ومسلحين من أنصار الحزب الحاكم في صنعاء. وأقيمت صلاة الجمعة في شارع الستين بالعاصمة، وهي المرة الثانية التي تقام فيها الصلاة بهذا الشارع الذي أظهر جموعاً فاقت التوقعات على امتداد نحو ثمانية كيلو مترات، في شارع فسيح وبعيداً عن الخيام. وردد المحتشدون هتافات تطالب بالتنحي الفوري لصالح ومحاسبته مع رموز نظامه على جرائم القتل والقمع التي تطال المتظاهرين السلميين، في إشارة منهم إلى رفض المبادرة الخليجية الأخيرة التي تمنح صالح ورموز نظامه حصانة من الملاحقة. واستمع المحتشدون إلى خطبتي الجمعة، قبل أن يؤدوا صلاتي الجمعة وصلاة الجنازة على جثامين الشهداء، وصلاة الغائب على جثمان الدكتور رؤوفة حسن التي وافتها المنية في أحدى مستشفيات القاهرة يوم الأربعاء، وقيل إنها أوصت بالصلاة عليها في ساحة التغيير، لكن تعذر ذلك لأسباب غير معلومة.
وتليت أسماء الشهداء الذين سقطوا يوم الأربعاء الماضي، ومع كل إسم كانت "زغاريد" النساء ترتفع.
وبعد ذلك، شيعت مئات الآلاف جثامين الشهداء إلى مقبرة الشهداء الواقعة في حي "سواد حنش" شمال ساحة التغيير، وهم يرددون هتافات تمجد الشهداء وتذم صالح وتطالب بمحاسبته.