شنت صحيفة الخليج الإماراتية، في افتتاحية عددها الصادر اليوم هجوما لاذعا على الرئيس على الرئيس علي عبد الله صالح، الذي قالت بأن ما يقترفه من جرائم بحق شعبه أصبح السكوت عنه أمرا غير مقبول إنسانيا ولا أخلاقيا. وأضافت الصحيفة بأنه قد طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، بما يقترفه الرئيس صالح بحق شعبه، مشيرة إلى أن صالح قرر أن يأخذ شعبه رهينة، ويصم أذنيه عن كل المبادرات والجهود والأصوات العاقلة لإخراج اليمن من محنته، في سبيل إصراره على البقاء في منصبه ولو كان فوق جثث اليمنيين. وأكدت الصحيفة بأن الرئيس صالح مثله مثل كل المستبدين المستكبرين لا يرى ضيرا في أن يشبع شهيته للحكم من دماء شعبه، ولا يرى حدودا للسلطة، حتى لو رفضه شعبه، مشيرة إلى أنه يعمل وفق شعار "أنا ومن بعدي الطوفان". ونوهت الصحيفة إلى أن أصوات اليمنيين ارتفعت بالملايين من صنعاء إلى تعز إلى مأرب إلى إب إلى الحديدة إلى عدن إلى صعدة والمكلا، تردد "نريد رحيل صالح" في أرقى وأهم حركة شعبية سلمية، ومع ذلك فإن صالح يتحدى ويصر على المنازلة بالدماء. واستنكرت الصحيفة تعامل الدول الغربية والعربية مع الملف اليمني، وقالت بأنه وبالرغم من جسامة ما يرتكبه صالح من جرائم آثمة بحق شعبه، وبالرغم من آلاف الضحايا الذين سقطوا ويسقطون، وبالرغمن من عمليات القمع والتنكيل التي تشهدها المدن اليمنية، فإن الدول العربية والغربية تتعامل مع الرئيس صالح بصمت مريب ومشبوه، مع أن ما يقترفه من جرائم يفوق أو يوازي على الأقل ما حصل ويحصل في ليبيا وسوريا. وقالت الصحيفة بأن الرئيس صالح يجر اليمن إلى حرب أهلية، وهذا ما لا يجب السكوت عنه، لأن الحرب الأهلية في اليمن ستكون مختلفة، فاليمن يمتلك أكثر من 50 مليون قطعة سلاح، والقبائل كلها مسلحة، ولو حدثت الحرب فإن المنطقة كلها ستتأثر، وحرب الحوثيين ليست بعيدة. وتساءلت الصحيفة: لماذا لا يتم التعامل مع الرئيس صالح كما يتم التعامل مع الآخرين، ولماذا يسمح له بذبح شعبه من دون حساب أو عقاب، ولماذا كل هذا التهاون معه والتشدد مع الآخرين؟ وأكدت الصحيفة بأن دول الخليج قد جربت وأطلقت مبادرتها، ولكنه رفضها ورمى بها عرض الحائط، مستخفا بها دون أي احترام لحقوق الأخوة والجوار، منتقدة اكتفاء دول الخليج بما فعلت، وكأنها تقول "وكفى الله المؤمنين شر القتال". وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه المواقف لا تردع صالح ولا تحمي الشعب اليمني، والمطلوب هو اتخاذ مواقف جادة تضع حدا لغروره، وغطرسته، مواقف عربية بالأساس، لتضييق الخناق عليه، وبحيث لا يجد مفرا من الرحيل، مؤكدة بأن الدول العربية والخليجية بالأساس تستطيع أن تجبر الدول الغربية التي تغض الطرف عنه على تغيير مواقفها، لأن صالح وضع العالم كله أمام خيارين: إما هو أو اليمن. للاطلاع على نص المقال هنا