تعثرت جهود الوساطة والتهدئة التي كان يقودها، في محافظة تعز، رجل الأعمال عبد الجبار هائل سعيد أنعم، إثر رفض مدير أمن تعز التوقيع على بنود التهدئة، ومطالبته بتعديلها، رغم أنه كان قد وافق على مسودة الاتفاق. وعلى خلفية فشل هذه الوساطة، شهدت مدينة تعز ليلة أمس اشتباكات عنيفة في محيط مستشفى الثورة العام، الذي حوله الحرس الجمهوري إلى ثكنة عسكرية منذ محرقة ساحة الحرية، كما اندلعت الاشتباكات بالقرب من معسكر الأمن المركزي والقصر الرئاسي، واستخدمت خلالها مختلف أنواع الأسلحة، فيما استهدف قصف عشوائي مكثف ساحة الحرية والمنازل المحيطة بها. وتعددت الروايات حول أسباب هذه الاشتباكات، حيث ذكرت مصادر محلية بأن الاشتباكات دارت بين مسلحين موالين للثورة وبين قوات الحرس الجمهوري، المتمركزة في مستشفى الثورة والمعهد الصحي المحاور لها، وذلك بهدف إجبار هذه القوات على إخلاء المستشفى والأحياء المجاورة لها، بعد أن حولتها إلى ثكنات عسكرية يصعب الوصول إليها.
غير أن مصادر أخرى ذكرت بأن الاشتباكات دارت بين مسلحين دفعت بهم السلطات الأمنية بغرض النهب والسلب وبث الرعب بين المواطنين، وبين اللجان الشعبية المكلفة بحراسة الأحياء السكنية والمنشآت العامة والخاصة. وعلى صعيد آخر شهدت المدينة صباح اليوم مسيرة حاشدة للثورة بمشاركة نسائية واسعة، تأكيدا على مطلب تشكيل مجلس انتقالي وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، لإدارة البلاد في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وجشع الكثير من التجار والمستغلين، كما طالب المتظاهرون بسرعة إقالة مدير أمن المحافظة والمسئولين عن محرقة ساحة التغيير، تمهيدا لإحالتهم للمحاكمة على الجرائم التي ارتكبوها في المحافظة. من جانب آخر ساد استياء واسع الأوساط الشعبية في المحافظة جراء الجهود التي بذلها بعض رجال الأعمال بهدف التهدئة، واعتبروها خيانة لدماء الشهداء الذين قضوا في محرقة ساحة الحرية، وطوق نجاة للمسئولين الأمنيين الذين قالوا بأنهم محاصرين داخل منازلهم ومكاتبهم بفعل العمل الثوري للقبائل المساندة للثورة، وحملوا قيادة اللقاء المشترك بالمحافظة مسؤولية القبول بمثل هذه الخطوات التي سيترتب عليها انتهاكات جديدة من قبل الأجهزة الأمنية بحق أبناء المحافظة. وفي هذه الأثناء شيع عشرات الآلاف من أبناء محافظات تعز اثنين من شهداء الثورة الشعبية وهم من أقرباء الشيخ حمود سعيد المخلافي أحد مشايخ المحافظة الذين تكفلوا بحماية شباب الثورة، والذين سقطوا الخميس الماضي على يد قوات من اللواء " 33 " معسكر خالد في منطقة بير باشا بعد الصلاة عليهم في جامع السعيد.