قال الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد إن عودة الرئيس صالح في الوقت الحاضر ليست في مصلحة اليمن ولا في مصلحة المنطقة ولا في مصلحته شخصياً، مشيرا إلى أن عودة صالح "تعني عودة التوتر إلى البلاد التي لا تتحمل المزيد من الصراعات والخلافات والعنف والدماء". وأضاف ناصر, في مقابلة له مع جريدة "النهار" اللبنانية, أنه يأمل في أن يبادر عبد ربه منصور هادي (الرئيس بالإنابة) إلى إجراء حوار مع شباب الثورة وبقية القوى السياسية في الساحة لإخراج اليمن من هذه الأزمة الخطيرة بتشكيل مجلس انتقالي, مشيراً إلى أن مواقف هادي متوازنة من الصراعات التي تمر بها البلاد, منوهاً إلى أن اليمن أمام فرصة تاريخية من أجل إحداث تغيير حقيقي ينقلها إلى مرحلة بناء الدولة المدنية الحديثة واستعادة المشروع النهضوي الحضاري الذي يلبي متطلبات الشعب ثورة الشباب السلمية, حد تعبيره. وقال ناصر, الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1980- 1986, إن ثورة شباب التغيير السلمية في كل اليمن اندلعت نتيجة المظالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في الجنوب والشمال, إضافة إلى استشراء الإفساد السياسي والمالي والإداري حتى صار نهب المال العام سياسة ممنهجة ما أدى إلى ازدياد الهوة بين السلطة والمجتمع، وتعميق التناقض بينهما، وانتشار البطالة والفقر بين أفراد الشعب، كما أدى إلى التراجع عن الهامش الديموقراطي الذي جاء مع الوحدة فجرى التضييق على الحريات والصحافة التي أغلق العديد منها مثل جريدة "الأيام", ومحاكمة أصحاب الرأي كما حدث لرئيس تحرير الأيام هشام باشراحيل وغيره, حد قوله. وأوضح ناصر, الذي كان يتحدث من العاصمة السورية دمشق, أن الحراك الجنوبي السلمي الشعبي الذي انطلق قبل أكثر من أربع سنوات ، والحرب في صعدة في الشمال، كسرا حاجز الخوف، وأظهرا للعالم دموية النظام في التعامل مع كلا الحالين، مما دفع الشعب اليمني وفي مقدمته شباب ثورة التغيير السلمية للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل رأسه, منوهاً إلى أن النظام سقطت شرعيته منذ فبراير الماضي وظهرت شرعية جديدة هي شرعية الثورة. وفيما يتعلق بالدور العربي، بيّن ناصر أنه "لم يرق إلى المستوى المطلوب، باستثناء المبادرة الخليجية - التي جاءت متأخرة أيضاً - وقبل ذلك تركوا الجنوب وما يحدث فيه ولزموا الصمت إزاء جرائم النظام ضد الشعب، وكذلك لم يحركوا ساكناً تجاه الحروب التي شنها النظام على أهالي محافظة صعدة، وكأن ما يحدث في اليمن وفي بلاد عربية أخرى خارج المسؤولية العربية". وقال ناصر إن "أحزاب اللقاء المشترك لم تعد تشكل وحدها اليوم العنصر الوحيد في المشهد السياسي الجديد في اليمن، إذ أبرزت الثورة والأحداث قوى جديدة لا يمكن تجاهلها، وهي تشكل عناصر مهمة في العملية التغييرية الجارية، وهذه القوى هي شباب ثورة التغيير السلمية، والحراك السلمي الجنوبي الشعبي، والحوثيون، إضافة إلى بعض الأحزاب والشخصيات العسكرية والاجتماعية التي أعلنت تأييدها وانضمامها إلى الثورة والمعارضة في الخارج والشخصيات الوطنية من داخل النظام نفسه والتي لم تتلوث أياديها بدم الثوار". *لقراءة نص الحوار, انقر هنا.