أقيمت في ساحة الحرية بمنطقة كرش محافظة لحج صباح الأربعاء المنصرم ندوة سياسية لمناقشة مستقبل القضية الجنوبية بعد الانتهاء من بقايا نظام صالح. وقدمت في الندوة ورقة سياسية من قبل الصحفي أنيس منصور حميدة بحضور المئات من نشطاء الحراك وثورة التغيير وقواعد اللقاء المشترك من مناطق مديريات تبن والمسيمير وطور الباحة والعند ضمن برنامج ثقافي لساحة الاعتصام هناك. واستعرض أنيس منصور المحطات والتشكيلات وفعاليات الحراك الجنوبي, واستمرار الوضع بعموم الجنوب على حاله من السخونة حتى عمت اليمن كله من جنوبه وشماله شرقه وغربه. وقال حميدة "في هذه الثورة الشعبية المباركة التي نراها اليوم ترتسم بأروع صورها وبنكهة شبابية خالصة، التحمت فيها الجماهير وذابت كل الأصوات فوق صوت التغيير واسقاط النظام". وأضاف "نحن نحترم كل الاصوات التي ترفع سقف مطالب الجنوب", إلا أنه بيّن أن "المتغيرات الاخيرة اسقطت ما قبلها, فالذين ينادون بفك الارتباط يتحدثون من وحي المعاناة, وأنا كنت واحدًا ممن يدعمون وينادون بهذه المطالب لكن هناك تحديات وحواجز اثبتت ان مطلب فك الارتباط مستحيل". وأرجع حميدة استحالة فك الارتباط إلى التفاعل الجنوبي الشعبي, الذي وصفه بالكبير, مع ثورة التغيير. وقال "رئينا ساحات شبوة والمكلا وعدن ولحج كيف خرجت وتفاعلت مع اسقاط النظام", مشيرا إلى أنه "ليس كل أبناء الجنوب ينادون بهذا المطلب, فهناك اصوات تريد ان تستميت من اجل الوحدة, وهناك اغلبية صامتة". وقال الزميل حميدة إن الخلافات الواسعة والانقسامات خلقت من الحراك حركات ومن مجلس الحراك الى مجالس ناهيك عن الاختراق الامني الذي اعطى صورة مشوهة عن الحراك, مشيرًا إلى أن "مشروع فك الارتباط والانفصال لا يسانده أي دعم دولي, بل هناك مؤامرة دولية عليه واليوم نسمع تصريحات تخوفات قيادات دول الخليج من الانفصال وتأييدها للوحدة اليمنية, كما ان الدول الاقليمية تجمعها مصالح باليمن". وأوضح انيس منصور حميدة الذي يعمل مصورًا ومراسلًا لعدد من وسائل الإعلام, بينها "مأرب برس", أن ما يحدث في زنجبار وجعار, بمحافظة أبينجنوب اليمن, هذه الايام هي لعبة مصطنعة ومطبوخة كي يتم لفت انظار المجتمع الدولي إلى ان انفصال الجنوب يعني اقامة دولة للقاعدة كي يتمسك المجتمع الدولي ببقايا النظام كحلفاء لمكافحة الارهاب وبقاء الوحدة اليمنية, حسب تعبيره. وقال إن كثيرًا من التحديات التي تجعل مشروع فك الارتباط شيئًا مستحيلًا, وأضاف أنه يتحفظ عن بعض التحديات الداخلية. واختتم ورقته السياسية بما يجري في حضرموت وظهور كيانات تنادي بانفصال حضرموت والمهرة ويسمون أبناء بقية محافظات الجنوب ب"دحابشة الجنوب", طبقًا لتعبيره. واستعرضت ورقة انيس منصور الرؤية التي خرج بها لقاء الجنوبيين في القاهرة والذي قدّم رؤية ركزت في أولها على تصورها لحل القضية الجنوبية من منطلق إعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية-فيدرالية بدستور جديد من إقليمين شمالي وجنوبي.