أقيم في ساحة الحرية بمنطقة كرش محافظة لحج صباح اليوم الأربعاء ندوة سياسية لمناقشة ورقة عن مستقبل القضية الجنوبية بعد إسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، قدمها الصحفي أنيس منصور حميدة بحضور مئات من نشطاء الحراك وثورة التغيير وقواعد اللقاء المشترك تجمعوا من مناطق مديريات تبن والمسيمير وطور الباحة والعند ضمن برنامج ثقافي لساحة الاعتصام. واستعرض أنيس منصور المحطات والتشكيلات وفعاليات الحراك الجنوبي واستمرار الوضع بعموم الجنوب على حاله من السخونة حتى عمت اليمن كله من جنوبه وشماله شرقه وغربه هذه الثورة الشعبية المباركة التي نراها اليوم ترتسم بأروع صورها وبنكهة شبابية خالصة، طال انتظارها كثيرا التحمت فيها الجماهير وذابت كل الأصوات فوق صوت التغيير وإسقاط النظام. وأضاف «نحن نحترم كل الأصوات التي ترفع سقف مطالب الجنوب لكن المتغيرات الأخيرة أسقطت ما قبلها فالذين ينادون بفك الارتباط يتحدثون من وحي المعاناة وأنا كنت واحد ممن يدعمون وينادون بهذه المطالب لكن هناك تحديات وحواجز أثبتت ان مطلب فك الارتباط مستحيل».
وأورد أسباباً لاستحالة مطالب فك الارتباط وهي ان «هناك تفاعل جنوبي شعبي كبيير جدا مع ثورة التغيير ورأينا ساحات شبوة والمكلا وعدن ولحج كيف خرجت وتفاعلت مع إسقاط النظام، ثانياً: ليس كل ابنا الجنوب ينادون بهذا المطلب هناك أصوات تستميت من اجل الوحدة وهناك أغلبية صامته، ثالثاً: تعرض المنادين لفك الارتباط للإرهاف السياسي والمالي ناهيك عن اسر الشهداء والجرحى التي لم تجد من يساندها ويساعدها وأصبحت أموال الجنوب تنفق وفق علاقات شخصية ولا يوجد بناء مؤسسي تنظيمي، رابعاً: الخلافات الواسعة والانقسامات خلقت من الحراك حركات ومن مجلس الحراك الى مجالس ناهيك عن الاختراق الأمني الذي أعطى صورة مشوهه عن الحراك خامساً ان مشروع فك الارتباط والانفصال لا يسانده أي دعم دولي بل هناك مؤامرة دولية عليه واليوم نسمع تصريحات تخوفات قيادات دول الخليج من الانفصال وتأييد للوحدة اليمنية كما ان الدول الاقليمية تجمعها مصالح باليمن». وأوضح أنيس منصور ان ما يحدث في زنجبار وجعار هذه الايام هي «لعبة مصطنعة ومطبوخة كي يتم لفت أنظار المجتمع الدولي ان انفصال الجنوب يعني إقامة دولة للقاعدة كي يتمسك المجتمع الدولي ببقايا النظام كحلفاء لمكافحة الإرهاب وبقاء الوحدة اليمنية»، مضيفاً أن كثيراً من التحديات تجعل مشروع فك الارتباط شي مستحيل. وقال انه يتحفظ بعض التحديات الداخلية اختتمها بما يجري في حضرموت وظهور كيانات تنادي بانفصال حضرموت والمهرة، وإطلاق لفظ «دحابشة الجنوب» على أبناء بقية محافظات الجنوب. واستعرضت ورقة أنيس منصور الرؤية التي خرج بها لقاء الجنوبيين في القاهرة ووضعت هذه الرؤية التي وجدت صدىً كبيرا بين سائر القوى السياسية والوطنية وحتى على المستوى الشعبي مؤيدين ومنتقدين، مشيراً إلى أن الرؤية وضعت عدة محاور في طيها، ركزت في أولها على تصورها لحل القضية الجنوبية من منطلق إعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية-فيدرالية بدستور جديد من إقليمين شمالي وجنوبي، بوصفه واحداً من أرقى أشكال الوحدة السياسية والوطنية. لافتاً إلى أن الرؤية اشترطت من اجل ذلك ضمانات نظام اتحادي – فيدرالي- برلماني ديمقراطي. وترسخ أسس الديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة مع أهمية القيام بإصلاحات سياسية، ديمقراطية، اقتصادية، ومالية واسعة وشاملة ومعالجة نتائج أخطاء سياسات الأنظمة البائدة: والإزالة الكاملة لآثار حرب صيف 94م التي لحقت بالمؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية لدولة الجنوب وبالممتلكات العامة وبالحقوق والممتلكات التجارية والخاصة لأبناء الجنوب وتعويض المتضررين مع احترام المصالح المشروعة التي تكونت في الجنوب بعد حرب 1994م، وإلغاء كل المصالح غير المشروعة والتي تكونت بقوة النفوذ واستخدام السلطة والتعويض عن الفترة التي استخدمت فيها هذه المصالح وتحديدًا في مجالات النفط والغاز والمعادن والأسماك والأراضي وغيرها. وقدمت في الندوة تعقيبات تؤيد وتبارك رؤية القاهرة، بينما قال عنها البعض إنها مقدمة للانفصال التدريجي وإنها اخطر من مشروع فك الارتباط وتخلل الندوة استفسارات عن لقاء بروكسل والمؤتمر الجنوبي القادم.