كان يوم 18 من شهر ديسمبر 2013م. يوما حزينا في تعز، فقد ودعت فيه تعز إبنا بارا من أبنائها، هو الأستاذ المؤرخ/ عبد الملك محمد مرشد الشيباني ، و الحق أن يوم وفاته كان خسارة لليمن إذ تفقد علما من اعلامها و مثقفيها و مؤرخيها. لم يكن الأستاذ عبد الملك الشيباني في مكانته العلمية، علَماً في التاريخ فحسب ، و لكنه كان علما بتواضعه، و بثقافته الواسعة التي تشهد بذلك مؤلفاته. و قبل ذلك، و فوق ذلك كان مربيا لجيل بسمته و اخ، لاقه، و بساطته، و ثباته. و البساطة سلوك أكثرما تكون تلازما للثبات. فالنفخة، و التفاخر سواء كان ظاهرا، أو كان خفيا فإنه في محاولة إخفائه يظهر للناس لا محالة في تصرفات الإنسان بأية صورة من الصور. و من هنا يأتي الثبات الذي تلازمه البساطة؛ لأن صاحبه في تواضعه مع الناس؛ إنما يبرز في الحقيقة تواضعه للخالق، فيكون الثبات سمة حتمية لتواضع يمشي بصورة رجل. البساطة تغذيها الفطرة و الإيمان، و الثبات ثمرة لكليهما، البساطة لا تعرف التبجح، و الثبات يشمخ في مواقفه بلا تبجح ، و إنما يحتاج للتبجح من يدرك في نفسه ضعف الثبات فيسعى لإظهاره بصورة من الصور المهزوزة. كان الأستاذ عبد الملك قريبا من كل من عرفه، أو جلس معه فلا غرو أن يتأثر به الكثير، و لا عجب أن بقي أثره، و تأثيره حتى اليوم في نفوس إخوانه و تلاميذه. رحم الله الأستاذ الكبير عبد الملك الشيباني رحمة الأبرار.