اقترن معمر يمني يفوق عمره 120 عاما بامرأة يبلغ عمرها خمسة عقود توازي عمر أكبر أبنائه في زواج جرى الجمعة الماضي، في قريته في مديرية بني مطر في صنعاء. والعريس هو الحاج علي المطري وله 16 ابنا ما بين ذكور وإناث، وما أثار الدهشة هو إصرار العريس على دعوة أحفاده لأنه كما قال يرغب في أن يواصل مشواره الطبيعي في الحياة رغم كبر سنه، بعد أن فقد شريكة حياته الثالثة قبل نحو عامين وألح على أولاده لاختيار شريكة أخرى تؤنسه في بقية ما كتب له من عمر. ولا يزال العريس المعمر بحسب أحد أبنائه يعمل بجد وجهد في الحقل بشكل يومي مع بدايات صباح كل يوم وحتى مغيب الشمس. وقال محمد نجل ابنه الأكبر (60 عاماً) في مقابلة تلفزيونية إن والده عاصر نهاية خروج الأتراك من اليمن وفترة الأئمة والثورة وذهب إلى مكة حاجا على الأقدام قبل استخدام السيارات. كما قال أحد أحفاد العريس إن الزواج الذي أقيم "لا يقل مكانة عن أي زواج لشاب في العشرين من عمره". من جانب آخر، وفي حالة اجتماعية نادرة في اليمن شاء الله أن يلتقي رجل يمني يبلغ من العمر 81 عاما، شقيقته بعد 65 عاما قضاها في عدن بعيدا عنها منذ أن تركها في إحدى قرى محافظة تعزجنوبي البلاد. وقال الحاج هزاع عبد الرحمن غالب جابر من أبناء عناقب قرية العريش في جبل حبشي إنه ترك القرية وعمره لا يتجاوز الخامسة عشرة باتجاه مدينة عدن. وأضاف أنه ترك القرية وعمره 15 عاما هربا من ظروف صعبة، وقد عمل في بداية وصوله إلى المدينة مع مقاول بناء يحمل الأحجار ومواد البناء مع الإنجليز لمدة ثلاثة أشهر تقريبا قبل أن يعمل في مهن مختلفة. واعتبر جابر سبب غيابه الطويل عن قريته لعدم وجود أسرة له فيها باستثناء شقيقته، إضافة إلى عامل التشطير بين جنوب البلاد وشماله قبل الوحدة عام 1990 حيث كان يصعب الذهاب إلى الشمال أو الجنوب إلا بمشقة، وقد تزوج امرأة صومالية من أصول يمنية في عدن قبل أن يطلقها ويتزوج بامرأة ثانية. وعن قصة التقائه بشقيقته بعد 65 عاما من الفراق يشير الحاج جابر إلى أنه التقاها في الثالث من الشهر الجاري عندما جاءت إلى مدينة عدن لزيارة ولدها الذي نزل مع زوجته وأولاده وسكن في منطقة المعلا بعد قيام الوحدة. أما شقيقته فقد وصفت شعورها بلقاء شقيقها بأنها " فرحة أكبر من الدنيا وما فيها " حسب تعبيرها.