أطلقت السلطات اليمنية في محافظة صعدة سراح نحو 140 معتقلاً «حوثياً» ينتمون إلى «تنظيم الشباب المؤمن»، ممن اعتقلتهم السلطات الأمنية والعسكرية خلال جولتي المواجهات بين أنصار بدرالدين الحوثي ونجله حسين وبين القوات الحكومية. وجاب «الحوثيون» المفرج عنهم عددا من شوارع مدينة صعدة (عاصمة المحافظة) فور خروجهم من المعتقلات الأمنية، ورددوا شعار التنظيم «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل» الذي كان سبباً في اطلاق شرارة «التمرد» المسلح واندلاع المواجهات بين «الحوثيين» الذين ينتمون الى المذهب الزيدي، وتعد محافظة صعدة أهم معاقله، وبين القوات الحكومية صيف العام 2004. وانتهت الحرب الأولى في أيلول (سبتمبر) من العام نفسه بمقتل زعيم التنظيم حسين بدرالدين الحوثي في جبال مران، فيما انتهت الحرب الثانية مطلع هذا العام بهدنة بين الجانبين أشبه بالصلح الموقت الذي أدار فيه محافظ صعدة اللواء يحيى الشامي الحوار مع «الحوثيين» برعاية الرئيس علي عبدالله صالح الذي أصدر عفواً عاماً عن كل «الحوثيين» المطلوبين أو الذين شاركوا في المواجهات الدامية. وأكدت مصادر في صعدة ان «الحوثيين» الذين أطلق سراحهم ومعهم العشرات من اتباع تنظيم «الشباب المؤمن» تعمدوا ترديد الشعارات الخاصة بالتنظيم وهم يجوبون شوارع المدينة مروراً بمبنى أمن المحافظة وحتى جامع الإمام الهادي يحيى بن الحسين مؤسس المذهب الزيدي في اليمن قبل أكثر من ألف عام. وقالت إن بعض «الحوثيين» كانوا يحملون أسلحتهم الرشاشة. وأضافت المصادر ان توجيهات تلقتها سلطات المحافظة باطلاق العشرات من اتباع «الحوثي» في إطار الهدنة الحالية وفي ضوء قرار الرئيس علي صالح بالعفو العام. وأشارت الى أن عملية الافراج تأتي في وقت لا يزال فيه التوتر قائماً بين الجانبين في عدد من مناطق صعدة وجبالها، خصوصاً أن قوات الجيش والأمن لا تزال لديها تحفظات عن «تنازلات» قدمتها الحكومة الى «الحوثيين» باعتبار انها لا تساعد على اخماد الصراع أو حسمه نهائياً بحيث لا تتكرر المواجهات. من جهتهم، يتهم «الحوثيون» السلطات بعدم تنفيذ الاتفاقات التي أبرمتها معهم لوقف «الحرب» وعودة الحياة إلى طبيعتها في المحافظة، مؤكدين ان هناك من يعرقل توجهات الرئيس وقراراته بهذا الشأن، خصوصاً بعد الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة التي يقول «الحوثيون» إنهم أيدوا فيها انتخاب علي صالح والحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) في المحليات، كبادرة حسن نية لم تقدرها السلطات حق تقديرها. وتقول مصادر متطابقة في صعدة إن المحافظ الشامي يواصل حواره مع «الحوثيين» بهدف انهاء كل الخلافات العالقة مع السلطات وحسم «التمرد» نهائياً. المصدر – الحياة