قرر وزراء الخارجية العرب السبت تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية لحين قيامها بتنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة السورية، كما دعوا إلى سحب السفراء العرب من دمشق . وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الذي يترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة هذا القرار في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع . ودعت الجامعة العربية الجيش السوري إلى وقف قمع المظاهرات، مهددة بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على نظام الأسد . وأكد بن جاسم أن الدول العربية لم تكن متخاذلة أو متأخرة في اتخاذ قراراتها، موضحاً أنه كان لا بد من حدوث إجماع عربي لأهمية سوريا للعالم العربي والمجتمع الدولي . اليمن تتحفظ واتخذ القرار بموافقة 18 دولة واعتراض لبنان واليمن، وامتناع العراق . وقال مراسل الجزيرة إن دولا عربية منها الجزائر واليمن ولبنان تبدي تحفظا على قرار التعليق الذي يتعين في كل الأحوال أن يُتخذ بالإجماع. وترى هذه الدول –وفقا للمراسل- أن اتخاذ قرار من هذا القبيل يعني غلق الباب أمام حل عربي للأزمة في سوريا المستمرة منذ منتصف مارس/آذار الماضي. لكنه أشار إلى أن أغلبية الدول الأعضاء في الجامعة العربية ترى أن تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية هو الرد الأمثل على رفض دمشق التجاوب مع المبادرة العربية التي تنص على وقف استهداف المدنيين, وسحب القوات والآليات العسكرية من المدن, والإفراج عن المعتقلين خلال الاحتجاجات التي تعدت حصيلتها 3500 قتيل حسب الأممالمتحدة, وأربعة آلاف وفقا للناشطين السوريين. وتقدم مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة يوسف الأحمد صباح أمس بمذكرة رسمية إلى الجامعة تتضمن ترحيب حكومته وتعاونها التام مع زيارة بعثة من الجامعة لدمشق. وقال مراسل الجزيرة في القاهرة إن متظاهرين تجمعوا قبيل الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة, مرددين هتافات تطالب بحماية دولية تشمل حظرا جويا مع تشديد العقوبات على دمشق. وسبق الاجتماع الوزاري الطارئ لقاء بين أمين جامعة الدول العربية ووفد من المجلس الوطني السوري ضم أعضاء من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري بينهم بسمة قضماني. وقالت بسمة قضماني إنها طالبت بتجميد عضوية سوريا في الجامعة، مضيفة أنها لمست تعاطفا من اللجنة لمعاناة الشعب. وأوضحت أنها طالبت أيضا بحماية المدنيين من العنف الذي يمارسه النظام، ورفضت توجه وفد من الجامعة إلى المدن السورية لتقصي الحقائق، قائلة إن النظام في سوريا "انتهى". من جانبه، قال عضو المجلس الوطني السوري سمير النشار إن المجلس طالب بضرورة "تنحي بشار الأسد لأنه جاء بالتوريث وليس عن طريق الانتخاب ولا يملك أي شرعية، واستمراره في سياسته سيكون له مصير مشابه للقذافي، وعليه تجنب هذا المصير". اللجنة الوزارية وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة الأزمة السورية قد عقدت اجتماعا في القاهرة أمس برئاسة رئيس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني وبحضور الأمين العام للجامعة العربية. وذكر مصدر دبلوماسي عربي أن الاجتماع ناقش تقريرا أعده نبيل العربي يتضمن نتائج الاتصالات التي أجرتها الأمانة العامة للجامعة واللجنة بشكل عام، مع الحكومة السورية والمعارضة ومطالبها من الجامعة. وأضاف أنه جرى خلال الاجتماع تقييم مدى التزام الأطراف المعنية بالأزمة السورية ببنود المبادرة العربية، وسُبل تذليل المعوقات التي تحول دون تنفيذها. ويفترض أن اللجنة رفعت تقريرها النهائي إلى الاجتماع الوزاري الطارئ. وتضم اللجنة الوزارية العربية إضافة لقطر وزراء خارجية مصر والسودان والجزائر وعُمان والأمين العام للجامعة العربية، إلى جانب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رغم أن بلاده ليست عضوا في اللجنة، غير أن القرار الصادر بتأسيس اللجنة يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يسمح لأي دولة بالانضمام إليها. وفي تصريحات تزامنت تقريبا مع هذا الاجتماع, قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنه يتعين حدوث انتقال سلمي للسلطة في سوريا مع رحيل الأسد عنها. رفعت الأسد يشارك بمؤتمر في باريس إلى ذلك، وبحسب صحيفة "لو فيغارو " الفرنسية، يشارك رفعت الأسد، شقيق الرئيس الرحل حافظ الأسد، غداً الأحد، في مؤتمر ينعقد في باريس عن مستقبل سوريا . وأشارت الصحيفة إلى أن رفعت، الذي كان على خلاف مع السلطة، أصبح في الفترة الأخيرة قريباً منها، إلا أنه يُطالب بإصلاحات . ويتردد صدى الملف السوري دولياً أيضاً، بين روسيا التي تستعد للقاء وفد من المجلس الوطني لأول مرة وعلى مستوى وزير الخارجية، لكن بهدف إقناع المجلس بقبول الحوار مع دمشق، فيما تتهم واشنطنروسيا بعرقلة حسم الملف داخل الأممالمتحدة بسبب استخدامها والصين الفيتو حتى ضد قرار تنديد بسياسة الحكومة السورية وقمعها للمظاهرات .