قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن تسعة أشخاص قتلوا برصاص الأمن والجيش السوري اليوم في محافظات إدلب وحمص ودرعا وحماة، فيما دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره السوري بشار الأسد إلى مغادرة السلطة وترك شعبه يقرر مصيره بحرية. وقال ساركوزي يوم الثلاثاء في مدرسة البحرية في لانفيوك بولميك حيث قدم تهانيه للجيش بمناسبة رأس السنة الجديدة إنه "على الأسرة الدولية تحمل مسؤولياتها من خلال التنديد بالقمع الوحشي في سوريا والتثبت من امتلاك مراقبي الجامعة العربية جميع الوسائل والحرية الكاملة للقيام بعملهم على أتم وجه". وشدد ساركوزى على أن ما وصفه بالمجازر المرتكبة في سوريا تثير الاشمئزاز والنفور، داعيا إلى فرض أشد العقوبات على النظام السوري . اللجنة الوزارية العربية يأتي ذلك فيما أعلنت الجامعة العربية الثلاثاء أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ستجتمع السبت المقبل في القاهرة لمناقشة التقرير الأول لرئيس بعثة المراقبين في سوريا الفريق أول محمد أحمد الدابي. وقال نائب الأمين العام للجامعة احمد بن حلي للصحافيين يوم الثلاثاء إنه "تقرر عقد اجتماع للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية السبت المقبل للنظر فى التقرير الأول التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا حول أهم ما رصده على أرض الواقع بعد أكثر من أسبوع على بدء مهمة بعثته." وتترأس قطر اللجنة الوزارية العربية التي تضم كذلك مصر والسودان والجزائر وسلطنة عمان والسعودية والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. من جانبه دعا رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة عدنان الخضير في تصريحات للصحافيين إلى عدم التعجل في إصدار الأحكام على نتائج عمل بعثة المراقبين. مراقبون جدد في الوقت نفسه، قالت مصادر بمطار القاهرة إن 14 مراقبا عربيا غادروا مصر يوم الثلاثاء في طريقهم إلى سوريا للانضمام إلى بعثة المراقبين العرب التي تعمل هناك بالفعل. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن هذه المصادر قولها إن "وفد المراقبين يضم 12 عراقيا وتونسيين اثنين بينما تخلف عن السفر ستة مراقبين من البحرين سيسافرون خلال الساعات القادمة. " وفي سياق متصل نفى السفير عفيفي عبد الوهاب مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية ما تردد حول امتناع مصر عن المشاركة بوفد في بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا ، مؤكدا أن مصر تشارك بوفد يضم عشرة أفراد ، وأنها أول دولة عربية قدمت قائمة بأسماء وفدها إلى الجامعة العربية . وتتزايد الانتقادات الموجهة للمراقبين العرب الذين وصلوا إلى دمشق في 26 ديسمبر / كانون الأول الماضي بسبب استمرار القمع الدامي الذي يمارسه نظام بشار الأسد والذي أوقع أكثر من خمسة آلاف قتيل، بحسب تقديرات الأممالمتحدة منذ بدء الانتفاضة في سوريا في مارس/ آذار الماضي. وكان الأمين العام للجامعة العربية قد أكد الإثنين أن النظام السوري سحب الآليات العسكرية من المدن وأطلق سراح عدد كبير من السجناء، لكنه أشار إلى أنه "ما زال هناك إطلاق نار وقناصة"، وهو ما وصفه بأنه "أمر غير مقبول". المعارضة ترفض من جانبه رفض برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض تصريحات الأمين العام للجامعة العربية بشأن سحب الآليات العسكرية من المدن. وقال غليون في حديث لراديو سوا إنه "ما كان لنبيل العربي أن يقدم للنظام السوري شهادة حسن سير وسلوك على تصرفه" معتبرا أن الأمين العام للجامعة العربية "مخطئ في تصريحاته". وتابع غليون قائلا "أتصور أن ما قاله نبيل العربي لا يعبر عن الواقع إطلاقا، وبعد اتصال مع رئيس بعثة المراقبين العرب نفسه تبين حقيقة الوضع، فالنظام سحب قسما من دبابته من مراكز المدن إلى أطرافها ولم يسحبها إلى ثكناته كما أنه لم يسحب القناصة" مؤكدا أن "النظام السوري لم ينفد أي بند من بنود الخطة العربية". وأوضح غليون أن الأسبوعين المقبلين سيشهدان المزيد من الأحداث فيما يتعلق بالشأن السوري خصوصا مع إصدار لجنة المراقبين العرب تقريرها النهائي . ومضى يقول إن "الشيء الأساسي الذي نراهن عليه هو أن التظاهرات الشعبية ستزداد عمقا واتساعا خلال الأيام القادمة وهو ما يضع النظام في موقف حرج." تفجير خط لنقل الغاز في هذه الأثناء، أعلنت سوريا أن "مجموعة إرهابية" فجرت خطا للغاز يغذي محطتين لتوليد الطاقة الكهربائية في وسط سوريا، الأمر الذي شككت فيه المعارضة السورية التي اتهمت النظام بتفجير الخط للفت الأنظار بعيدا عن ممارساته على الأرض. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن ما وصفته بمجموعة إرهابية مسلحة "استهدفت الثلاثاء في عملية تخريبية خط الغاز القادم من حقول المنطقة الوسطى، المار بالقرب من مدينة الرستن والذي يغذي محطتي الزارة والزيزون لتوليد الطاقة الكهربائية وذلك عبر تفجيره بعبوة ناسفة ما أدى إلى حدوث انفجار واشتعال النار في الخط بنقطة التفجير." ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة النفط السورية لم تسمه القول إن الهجوم الذي يعد الرابع من نوعه على خط أنابيب الغاز منذ بدء الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في مارس/ آذار الماضي، "أدى إلى فقدان 400 ميغاوات ساعة من الشبكة العامة نتيجة خروج محطة زيزون من الخدمة في حين يجري الآن العمل على إيصال الغاز إلى محطة الزارة عبر خطوط بديلة أو تشغيلها باستخدام مادة الفيول."