اتهمت اللجنة النقابة لصحفيي مؤسسة الثورة، مجاميع مسلحة من الموالين لنظام الرئيس علي صالح المنتهية ولايته، باستقدام طاقم عمل صحفي مستأجر، لإصدار - عدد اليوم الجمعة – من صحيفة الثورة الرسمية، وإعادة فقرة "إضاءة الرئيس صالح وأهداف الثورة" إلى واجهة الصحيفة، مع اعتذار حمل عنوان" إعتذار بالغ وعميق من صحيفة الثورة لشعبنا اليمني العظيم وأسر شهداء ومناضلي الثورة اليمنية". وقالت مصادر مطلعة ل(مأرب برس) إن أطرافا إعلامية محسوبة على بقايا النظام تسعى لنقل مظاهر إثارة الفوضى إلى مبنى التلفزيون بحي صوفان القريب من مبنى الثورة، تزامناً مع فرض حصار مماثل- من الساعة الثانية من عصر اليوم وحتى ساعة كتابة التقرير- على مبنى مقر صحيفة الجمهورية الرسمية في تعز ، عقب طرد طاقمها الصحفي والإداري، من قبل مسلحين موالين للصالح، يحتجون على السياسة التحريرية التي انتهجتها الصحيفة مؤخرا ولبغية تكرار سيناريو صحيفة الثورة المتمثل في استقدام طاقم عمل جديد موال لسياسة بقايا نظام العائلة وإقصاء الطاقم الرسمي. وفق تأكيد مصادر صحفية فيها. وأكدت المصادر المطلعة :"أن المجاميع المسلحة الموالية للرئيس صالح المنتهية ولايته، استأجرت – ليلة أمس –، طاقم عمل موال لنظام صالح واستقدمته إلى مبنى الصحيفة الكائن في منطقة الجراف بصنعاء، لإصدار عدد اليوم الجمعة، بعد حصارها لمبنى الصحيفة - منذ فجر يوم أمس الأول الأربعاء - وطردها لطاقمي العمل الصحفي والإداري من الصحيفة. إحتجاجا على حذف فقرتي "إَضاءة صالح" و"أهداف الثورة" التي اعتادت الصحيفة على وضعهما بواجهة صفحتها الأولى منذ تولي صالح مقاليد الحكم في اليمن في اوآخر سبعينيات القرن المنصرم. ووصفت ذات المصادر خطاب العدد الذي صدر اليوم الجمعة من الصحيفة الرسمية الأكثر رواجا وانتشار في اليمن- والتي لم تتمكن من الطباعة والتوزيع يوم أمس الخميس- بالتحريضي والمستعدي للشعب، والمؤجج للوضع السياسي القائم في البلد والمنافي لمتطلبات الخطاب السياسي والإعلامي المطلوب للمرحلة السياسية الراهنة في البلاد، معتبرة أن الخطاب والاعتذار الذي صدر من طاقم الصحيفة الجديد في عددها - لليوم الجمعة- لايتناسب مع مقتضيات التسوية السياسية ومتطلبات المبادرة الخليجية، وبأنه يعيد الوضع السياسي في البلاد إلى مشاحنات ماقبل التوافق الوطني والتوقيع على المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني ولا يخدم التهدئة المطلوبة للمرحلة – وفق تعبير المصادر. وكشفت المصادر المطلعة ل(مأرب برس) عن وجود مايشبه المخططات الإنقلابية المدروسة من قبل من لا يرغبون بالتوافق السياسي، ويتوعدون بإسقاط المؤسسات الإعلامية ردا على الخطاب الإعلامي الذي انتهجتها لتحقيق عملية التوازن مع متطلبات المرحلة السياسية الراهنة، الأمر الذي وصل بتلك المجاميع - فجر أمس الاول الأربعاء – إلى فرض حصار على مبنى صحيفة الثورة بصنعاء واقتحامه وإتلاف نسخ الكمية الأولى منها ومنع طباعة أي كمية أخرى او توزيعها، الأمر الذي تسبب في توقف الصحيفة عن الصدور - أمس الأول الأربعاء - في بادرة لم تعهدها الصحيفة منذ بدء انتظام إصدارها عقب نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962م. وأكدت مصادر في الصحيفة أن نقابتها الإدارية وطاقمها الصحفي الذين منعوا جميعا – ليلة أمس - من قبل المجاميع المسلحة المحاصرة لمبنى الصحيفة، من الاشراف أو الدخول إلى مبنى الصحيفة لمتابعة عملهم- قد تقدموا ببلاغ إلى حكومة الوفاق الوطني ووزير الداخلية ونقابة الصحفيين اليمنيين للمطالبة باضطلاع كل منهم بدورهم في حمايتهم وفك الحصار عن مقر عملهم وانهاء البلطجة والمهزلة والفوضى التي تعصف بمؤسستهم الوطنية العريقة وتهدد مستقبل عملهم الصحفي فيها. وأكدت مصادر صحفية أن المسلحين المحاصرين للصحيفة، قد أحكموا تطويقهم لمبنى مؤسسة الثورة، ليلة أمس – بعد ان استقدمت طاقما صحفيا لتولي مهمة تجهيز وإخراج وطباعة العدد والإشراف الكلي على كل العاملين في إصدار العدد ومنع دخول أي صحفي أو إداري من طاقم عمل الصحيفة الرسمي. وحذرت المصادر القائم بأعمال رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الوفاق الوطني ووزير الداخلية ورعاة المبادرة الخليجية، من خطر الفوضى الجارية في مؤسسة الثورة، ونتائج التحريض الإعلامي الذي جاء في عدد اليوم الجمعة، والإعداد القادمة مالم يقفوا جميعا ويتعاملوا بجدية مع خطر الفوضى العارمة السائدة في محيط مؤسسة الثورة. وتأتي هذه التطورات في ظل تحريض إعلامي علني شنه نائب وزير الإعلام عبده الجندي على رؤساء تحرير الصحف الرسمية متهما اياهم بالقيام بتصرفات رعناء في تعليقه على حذف إضاءة صالح من واجهة صحيفة الثورة والتعاطي مع الشأن اليمني بصورة مغايرة على ما دأبت عليه الصحيفة في الفترة السابقة للثورة. في حين هاجمت الصحف والمواقع المحسوبة على حزب المؤتمر رؤساء تحرير الصحف الرسمية ووزير الاعلام على خلفية التعاطي مع الشأن اليمني بصورة من التوازن غير المسبوق في تاريخ تلك الصحف،إضافة إلى شن هجوم واسع على وزير الاعلام في حكومة الوفاق الوطني على خلفية استضافة التلفزيون اليمني في بث مباشر مشترك بين قناتيه الاولى والثانية لقيادات في الحراك الجنوبي وصحفيين محسوبين على المعارضة للحديث ضمن برنامج ب"شفافية"حول القضية الجنوبية لأول مرة في الإعلام الرسمي وهو ماقد يكون واحدا من الأسباب التي قادت مؤخرا إلى محاولة مجهولين اغتيال الوزير علي العمراني المحسوب على المعارضة في حكومة الوفاق الوطني وذلك عقب التمترس له عند خروجه من رئاسة الوزراء يوم الثلاثاء الماضي. نقابة الثورة تصف العدد بمولود سفاح وإصداره بحالة اغتصاب للشرعية واتهم البلاغ الصحفي الصادر عن اللجنة النقابية في مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر من وصفهم ب"البلاطجة والمسلحين بالإستيلاء على مؤسسة الثورة العامة للصحافة. واصفا الخطوة بالتعدي السافر للدستور والقوانين وحكومة الوفاق. وقال البلاغ - تلقى مأرب برس نسخة منه - :"إن اللجنة النقابية في هذه المؤسسة العريقة تربأ بجميع الزملاء الصحفيين المحترمين أن يعملوا تحت حراب البلطجية وتعتبر أن ما صدر عن المؤسسة اليوم من إصدار لصحيفة الثورة في العدد رقم 17249 يعتبر مولودا سفاحا وحالة اغتصاب للشرعية بحراب البلاطجة والمرتزقة الذين إلى هذه اللحظات يسيطرون على مؤسسة صحفية عريقة يتجاوز عدد عامليها ألف وخمسمائة موظف"- وفق تعبير البلاغ . وأشارت اللجنة إلى انها:" اذ تدين هذا العمل الجبان وغير الشرعي فإنها تطالب حكومة الوفاق الوطني إلى ايقاف هذه المهزلة ،او الاستقالة الفورية. ونحمل حكومة الوفاق تلك المسؤولية ،من بوابة التواطؤ الأمني وتسهيل سيطرة عدد من البلطجية على مؤسسة صحفية بهذا الحجم،هي الناطق الأول باسم الدولة ، مع انها لا تبعد عن وزارة الداخلية أكثر من 1000 متر" وفق توصيف البيان. واتهمت اللجنة النقابية بالصحيفة الأجهزة الأمنية بالتواطؤ "مع البلاطجة والمرتزقة من العاملين داخل هذه المؤسسة ،الذين استدعوا واستعانوا بهؤلاء البلاطجة للنيل من شرف وقدسية الأمانة الصحفية والعمل المهني".مؤكدة أن هذا العمل المشين سيظل في سفر التاريخ لعنة على كل مرتزق استأجر بلاطجة لإحتلال مؤسسة عامة ، والنيل من شرفها. وقال البيان:" إن صحفيي وموظفيي مؤسسة الثورة يرون في هذا الاعتداء الجبان، مخططا مبيتا حيث كانت قيادة المؤسسة قد التزمت بإعادة أهداف الثورة والصحيفة إلى سابق عهدها ، ولذلك فهم يبرأون إلى الله وإلى الشعب مما صدر هذا اليوم الجمعة ويحملون مسؤولية ذلك حكومة الوفاق الوطني . وأكد البيان في ختامه على ان موظفيي مؤسسة الثورة " لن يسكتوا عن هذه الجريمة الشنعاء ويطالبون نقابة الصحفيين اليمنيين بتشكيل مجلس تأديبي فورا لمعاقبة وفصل المتورطين من الصحفيين الذين استدعوا البلاطجة للسيطرة على مؤسستهم والعمل في ظل حراب البنادق" -وفق تعبير البيان نص بيان إعتذار عدد الجمعة من صحيفة الثورة تتقدم مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر وصحيفتها اليومية الرسمية الصادرة هيئة » وكافة منتسبيها وطواقمها « الثورة » عنها« التحرير الصحفي.. الطاقم الفني والطباعي ببالغ وعميق الاعتذار لشعبنا اليمني العظيم ولجميع أسر وأبناء شهداء الثورة اليمنية الأبطال سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ولجميع مناضليها الشرفاء.. وذلك عن الخطأ الجسيم الذي اقترفه بعض الذين تنفذوا على إصدار العدد رقم 17248 والذين لم يحسبوا عواقب إزاحة أهداف الثورة الستة من رأس صفحتها الأولى والتي تجسد آمال وطموحات شعبنا اليمني الكريم الذي بذل أبناؤه دماءهم رخيصة من أجل غد أجمل ووطن أفضل ونقشوا محبتهم وخلودهم وتضحياتهم في ضمير كل جيل ما تعاقبت دورات الزمن وتجددت روح الإصرار على تمثل تلك الأهداف والعمل لتحقيقها وإنطاقها فوق أرض الواقع. وهذا الاعتذار البالغ العميق عن هذا التصرف المشين يتصل بإزاحة صورة وكلمات فخامة رئيس الجمهورية المشير علي عبدالله صالح الذي استجاب لكل النداءات التي استهدفت الخير لليمن وتجنيبها منزلقات الأزمة السياسية وطنا وشعباً.. كما عمد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى طرح مبادرات الحوار واحدة تلو أخرى في محاولة لجعل كافة الأطراف والأطياف السياسية سلطة ومعارضة تجتمع على قلب رجل واحد من أجل وطن واحد وشعب واحد وصولاً إلى تنفيذه والتزامه بما حملته المبادرة السياسية لحل الأزمة وعدم اللجوء إلى لغة السلاح التي أرهقت اليمن وشعبها الكريم الذي وحده كان ومازال يدفع ثمناً باهظا لكل التجارب المريرة، تلك المبادرة التي اجتمعت آراء أشقائنا في دول الخليج العربية عليها كمخرج وحيد ببنودها وآليتها المزمَّنة، وهي المبادرة التي يحاول البعض الإخلال بها وتعطيلها عبر تلك التصرفات ذات النوايا السوداء.. تماماً كما حدث لأهداف الثورة اليمنية في الصفحة الأولى من صحيفة الثورة الغراء الملتزمة بالوفاء لجماهير شعبنا العظيم البطل.. وهي تصرفا فردية من أولئك الذين تنفذوا على إصدار العدد المذكور لم تضع حساباً لعواقب زلات جسيمة كهذه استفزت الشارع اليمني بكافة شرائحه وأطيافه السياسية والاجتماعية.. فحاولت المرور حتى فوق أسس وبنود المبادرة الخليجية المزمَّنة واستباق الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21/ فبراير الجاري.. وكذا الإجماع الكامل من كافة شركاء حكومة الوفاق الوطني على ترشيح المشير المناضل الوحدوي عبدربه منصور هادي كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية. إن مؤسسة وصحيفة الثورة الرسمية تجدد عهدها والتزامها بالثوابت الوطنية مكررة اعتذارها عن هذا الخطأ الجسيم والذي يكاد يكون الوحيد عبر وخلال كل دورات نشرها وإصدارها منذ عام 1962 م كما تحيي الروح الوطنية الغيورة للمجاميع التي احتشدت يوم أمس قبالتها من أقرباء وأبناء شهداء سبتمبر واكتوبر ونوفمبر.. أولئك الذين حرصوا على إيصال رسالة سلمية قوية إلى كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات ومكاسب الشعب اليمني العظيم وثوابته الوطنية الراسخة رسوخ جبال اليمن الشامخة.