لا يزال عمال وموظفو قطاع النظافة بالعاصمة صنعاء يواصلون إضراباا شاملا عن العمل للمطالبة ب"حقوقهم المشروعة ورحيل الفاسدين بمؤسستهم"، بينما تغرق شوارع وحارات العاصمة بالنفايات، ما قد ينتج كارثة بيئية تتمثل في انتشار الأمراض والأوبئة وسط السكان. شاهد الفيديو ( 1 ),,,, منتسبو قطاع صندوق النظافة والتحسين بأمانة العاصمة من عمال وموظفين وسائقين ومهندسين مازالوا يواصلون إضرابهم الشامل للأسبوع الثاني على التوالي للمطالبة بتحسين أوضاعهم وتطهير المؤسسة من القيادات الفاسدة، وسط صمت "ودعممة" الجهات الرسمية، ولم "يعبرهم أي احد". حسب احد عمال النظافة. ويقول أحد عمال النظافة في حديثه ل"مأرب برس": ان إضرابهم واعتصامهم أمام مقر صندوق النظافة بشارع الستين بصنعاء بالقرب من جولة عصر مستمر حتى تتحقق مطالبهم كافةً وعلى رأسها تثبيتهم كموظفين رسميين، ورفع رواتبهم، وكذا عمل تأمين صحي لهم". يتحدث محمد وهو يروي معانات بمرارة وأسى فيقول: "بالله عليك بيعطونا باليوم 750 ريال(3دولار)، ما تفعل لنا؟!، هي حق أكل او شرب او مصاريف للأهل". ونفى عمال النظافة ما تردد مؤخراً عن تثبيتهم ورفع رواتبهم، مؤكدين "ان ذلك لم يتم، فضلاً عن انه لم يأتي أي مسئول إليهم لسماع لمطالبهم وتلبيتها". ويستمر عمال النظافة مع سيارات النقل المخصصة لمخلفات القمامة في اعتصامهم أمام مقر صندوق النظافة بشكل يومي، حتى أنهم أقاموا صلاة الجمعة في ذات المكان وأطلقوا عليها اسم "جمعة الثبات والتثبيت لعمال النظافة"، من خلال لافتات رفعوها على واجهة البوابة الرئيسة للصندوق، وفي ذات المكان رافعوا لافتة كتب عليها"لا تفاوض لا حوار..التثبيت آخر قرار".
ولأن مخلفات القمامة تتكدس بالحارات والشوارع بشكل أزعج السكان فقد وضع أحد عمال النظافة لافتة كبيرة على الشارع العام قال فيها "أخي المواطن نأسف لتراكم المخلفات وعدم رفعها..لكن من أجل حقوقنا تضامنوا معنا". ويطالب عمال النظافة في إضرابهم باقالة مدير عام النظافة ونوابه ومدير عام صندوق النظافة ونائبه وعدد أخر ممن وصفوهم ب"الفاسدين والمتقاعسين عن أداء واجباتهم". ويعبر المواطنين عن استياءهم وانزعاجهم من تراكم القمامة في الحارات والشوارع على مدى أسبوع بصورة متصاعدة دون إيجاد حل لذلك، فيما بعض الأهالي ببعض الحارات يضطر أبناءها للقيام بعمل حملة نظافة لمنطقتهم". مخاوف من الأوبئة ويتساءل أحد المواطنين في حديثه ل"مأرب برس": لماذا يتجاهل المسئولون مطالب "هؤلاء المساكين" في اشارة لعمال النظافة"؟!، لماذا لا يلبون لهم مطالبهم خاصة وهم يعتبرون أساس المنظر الجمالي والحضاري للعاصمة". ويضيف:"شوف كيف الشوارع والحارات، أليس من واجب الدولة الاهتمام وإعطاء الأولوية لهؤلاء الموظفين"، مواصلاً حديثه بقوله" الرئيس صالح وهو رأس النظام غاب أشهر عن اليمن والوضع عادي، فيما غاب عامل النظافة فتحولت العاصمة الى كارثة بيئية".
فيما يرى مواطن آخر سبب إهمال الجهات المختصة لتحقيق مطالب عمال النظافة لما وصفه : "بتعمد وتعنت من قبل بقايا النظام حتى يعاقبوا أبناء الشعب ، بعد ان عاقبوه في قطع الكهرباء والمشتقات النفطية". ويضيف: "لم تقتصر الكارثة البيئية على مخلفات القمامة وحسب، بل ان القطط والكلاب انتشرت بالشوارع والحارات بشكل لافت للأكل منها، وبعضها تموت في ذات الأماكن مما يزيد المخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة بشكل أكبر". هذا ويبلغ عدد العاملين في مجال النظافة في العاصمة قرابة الخمسة آلاف فرد فيما يبلغ حجم الدعم الشهري لتشغيل قطاع النظافة بأمانة العاصمة ما بين 105-110 ملايين ريال شهريا، وتتضمن هذه الموازنة التشغيلية مواجهة نفقات المرتبات والأجور والإضافي والمكافآت والمحروقات والمستلزمات التشغيلية وأعمال الصيانة، وما دون ذلك من نفقات رأسمالية مثل الأصول والمعدات والأدوات الأخرى التي يتم الرفع بها وتوفيرها من الصندوق الى مخازن مشروع النظافة.