صنعاء - ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي؟ مليحة عاشقاها: السل والجرب ..أبيات من قصيدة خالدة لشاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني ، دفعت نشطا على صفحات التواصل الاجتماعي فيس بوك للتساؤل عن ما هي الأبيات التي سيوصف بها حال العاصمة صنعاء التي تحولت اليوم إلى مقلب قمامة كبير بفعل تجديد عمال النظافة إضرابهم الشامل منذ أيام نتيجة وعود وقرارات عرقوبيه من قبل الحكومة في تثبيتهم واعتماد مرتبات لهم أسوة بموظفي الدولة تلبي ابسط متطلبات العيش .. لم يجدوا من يستمع لمطالبهم فالجميع مشغولون بالسياسة ، وما كاد يمضي شهر على رفعهم إضرابا كدس القمامة في الشوارع والإحياء لأسبوع ، حتى أعاد عمال النظافة من جديد الإضراب الشامل منذ أيام بعد أن وجدوا أن ما قرر من توجيهات وحلول ووعود تحقيق مطالبهم الحقوقية المشروعة ما هي إلا سراب وكذب ضائع بين أمانة العاصمة وحكومة الوفاق وماليتها. الكارثة اليوم في تحول صنعاء إلى مقلب كبير للنفايات والقمامة في الأحياء والشوارع والميادين وكل شبر منها ، اكبر أن يوصف لتزامنها مع امطار غزيرة بما تخلفه من برك ومستنقعات متحدة مع النفايات لتشكل كارثة بيئية حقيقية وبروائح كريهة وانتشار الذباب والاوبئة مع رصد ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض بين الأطفال حسب تأكيدات مستشفيات حكومية بالعاصمة. حكومة الوفاق ذكرت في مخرجات اجتماعها يوم الخميس انها ناقشت أوضاع النظافة في امانة العاصمة وعموم المحافظات في ظل استمرار حالة الاضراب لعمال النظافة عن العمل، واهمية التجاوب مع مطالبهم المشروعة والقانونية بما يضمن استئناف نشاطهم وازالة المخلفات، لما لذلك من اهمية في الحد من الاضرار الصحية والبيئية الناجمة عن تراكم القمامة والتي توفر بيئة ملائمة لتناقل وانتشار الامراض. وقالت أنها أقرت بهذا الشان تثبيت عمال النظافة في امانة العاصمة وعموم المحافظات في اطار الموازنة العامة للدولة، على ان تؤول ايرادات صناديق النظافة لوزارة المالية.. وأكدت على وزيري المالية والخدمة المدنية سرعة اتخاذ كافة الاجراءات الادارية اللازمة لتنفيذ القرار، وأهمية الاستئناف الفوري لعمال النظافة لنشاطهم للحفاظ على المظهر الحضاري للاحياء والشوارع ونظافة المدن اليمنية. بانتظار التنفيذ ، ومصداقية القرار وإقناع العمال بحقيقته وانه ليس مجرد حبرا جديدا على ورق ...تستمر العاصمة في كارثتها البيئية والمعيشية اللاإنسانية ، وصرخات سكانها المنكوبين مع ملايين من ابناء الشعب اليمني بالأزمات وصراع منذ مطلع العام الماضي والمستمر -رغم اتفاق التسوية السياسية -في مظاهره من قطع للطرقات والشوارع ومتاريس المسلحين وإقلاق للسكينة وانقطاع الكهرباء والمياه ...ولكن لا مجيب حتى من منظمات معنية بأبسط حقوق الآدمية للإنسان.