أعلن رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة أنه سيخرج يوم غد السبت ومعه أعضاء حكومته إلى شوارع العاصمة صنعاء لتنظيفها بعد أن غرقت في أطنان من القمامة بسبب إضراب عمال النظافة منذ أكثر من أسبوع احتجاجاً على عدم تسوية أوضاعهم الوظيفية. ونقل عن باسندوة لدى حضوره فعاليات يوم اليتيم العربي التي نظمتها مؤسسة "إنسان للتنمية"،قوله إن الحكومة تعمل جاهدة لإنهاء حالة الإضراب في أوساط عمال النظافة بإقرار تثبيتهم رسمياً عبر قرار من مجلس الوزراء الذي عقد يوم أمس اجتماعاً استثنائياً لهذا الغرض . وأضاف : "لن نكتفي بالقرار بل سنخرج معهم يوم السبت لتنظيف الشوارع"، متمنياً أن يقدم كل مسؤول ومواطن النموذج المثالي للمواطن الصالح عبر التفاعل الإيجابي مع كافة المعطيات المرتبطة بالوطن والمواطن على حد سواء . وتحولت صنعاء منذ أيام إلى مقلب قمامة كبير بفعل تجديد عمال النظافة إضرابهم الشامل منذ أيام نتيجة وعود وقرارات عرقوبيه من قبل الحكومة في تثبيتهم واعتماد مرتبات لهم أسوة بموظفي الدولة تلبي ابسط متطلبات العيش .. ولم يجد العمال من يستمع لمطالبهم فالجميع مشغولون بالسياسة وصراعها، وما كاد يمضي شهر على رفعهم إضرابا كدس القمامة في الشوارع والإحياء لأسبوع ، حتى أعاد عمال النظافة من جديد الإضراب الشامل منذ أيام بعد أن وجدوا أن ما قرر من توجيهات وحلول ووعود تحقيق مطالبهم الحقوقية المشروعة ما هي إلا سراب وكذب ضائع بين أمانة العاصمة وحكومة الوفاق وماليتها. الكارثة اليوم في تحول صنعاء إلى مقلب كبير للنفايات والقمامة في الأحياء والشوارع والميادين وكل شبر منها ، اكبر أن يوصف لتزامنها مع امطار غزيرة بما خلفته من برك ومستنقعات متحدة مع النفايات لتشكل كارثة بيئية حقيقية وبروائح كريهة وانتشار الذباب والاوبئة مع رصد ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض بين الأطفال حسب تأكيدات مستشفيات حكومية بالعاصمة. وكانت حكومة الوفاق ذكرت في مخرجات اجتماعها يوم أمس الخميس انها ناقشت أوضاع النظافة في امانة العاصمة وعموم المحافظات في ظل استمرار حالة الاضراب لعمال النظافة عن العمل، واهمية التجاوب مع مطالبهم المشروعة والقانونية بما يضمن استئناف نشاطهم وازالة المخلفات، لما لذلك من اهمية في الحد من الاضرار الصحية والبيئية الناجمة عن تراكم القمامة والتي توفر بيئة ملائمة لتناقل وانتشار الامراض. وقالت أنها أقرت بهذا الشان تثبيت عمال النظافة في امانة العاصمة وعموم المحافظات في اطار الموازنة العامة للدولة، على ان تؤول ايرادات صناديق النظافة لوزارة المالية.. وأكدت على وزيري المالية والخدمة المدنية سرعة اتخاذ كافة الاجراءات الادارية اللازمة لتنفيذ القرار، وأهمية الاستئناف الفوري لعمال النظافة لنشاطهم للحفاظ على المظهر الحضاري للاحياء والشوارع ونظافة المدن اليمنية. بانتظار التنفيذ ، ومصداقية القرار وإقناع العمال بحقيقته وانه ليس مجرد حبرا جديدا على ورق ...تستمر العاصمة في كارثتها البيئية والمعيشية اللاإنسانية ، وصرخات سكانها المنكوبين مع ملايين من أبناء الشعب اليمني بالأزمات وصراع منذ مطلع العام الماضي والمستمر -رغم اتفاق التسوية السياسية -في مظاهره من قطع للطرقات والشوارع ومتاريس المسلحين وإقلاق للسكينة وانقطاع الكهرباء والمياه ...ولكن لا مجيب حتى من منظمات معنية بأبسط حقوق الآدمية للإنسان.