وأخيرا عاد منبر صلاح الدين الأيوبي إلى الحرم القدسي الشريف بعد 37 عاما من إحراقه والمسجد الأقصى على يد متطرف صهيوني يُدعى " مايكل روهن " . ووصل المنبر في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء (23/1) إلى الحرم بعد أن تم تجهيزه في الأردن وسط تواجد شرطي إسرائيلي كبير خارج باحات الحرم . و قامت الشرطة الصهيونية بإغلاق باب الأسباط "أحد ابواب المسجد الأقصى" لساعات طويلة يوم الثلاثاء لأسباب أمنية تتعلق بوصول المنبر ؛ حيث أن جهات صهيونية متطرفة أعربت عن معارضتها لإدخال المنبر إلى المسجد المبارك نظرا لما يرمز له في عقيدة وقلوب المسلمين في كافة أصقاع المعمورة .. وأعلن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، تأكيده وصول المنبر من الأردن إلى المسجد الأقصى ، الذي اقترن وجوده تاريخيا بالفتوحات الإسلامية. يذكر أن منبر صلاح الدين الأيوبي التاريخي قد أتى عليه حريق اندلع في الأقصى في 21/8/ 1969نتيجة الاعتداء الذي ارتكبه اليهودي المتطرف " مايكل روهن " ، ما أثار في حينه ردود فعل غاضبة في العالم العربي والإسلامي، وقد شُكلت في أعقاب إحراق المسجد الأقصى منظمة المؤتمر الإسلامي .. وأعيد بناء وتصميم منبر صلاح الدين في الأردن على نفقة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بتكلفة مليوني دينار أردني حيث استمر بناؤه منذ الخامس عشر من حزيران يونيو عام 2003 حتى وصوله يوم أمس، وقد تم تجهيز المنبر بستة عشر ألف وخمسمائة قطعة من الخشب المعشق بدون استخدام المسامير أو البراغي أو أي مادة لاصقة ؛ والمنبر الجديد مطابق إلى حد كبير لمواصفات وشكل المنبر الأصلي الذي أتت عليه النيران بالكامل في الاعتداء على المسجد الأقصى عام 1969 م. وكانت وزارة الأوقاف الأردنية وجامعة البلقاء قد وقعتا اتفاقية بشراكة من معهد الفنون الإسلامية، وأحضرت الجهات المختصة فنيين من( تركيا ، مصر ، سوريا ،واندونيسيا ) للبدء في أعمال تنفيذ مشروع منبر صلاح الدين الأيوبي، إضافة إلى خمسة عشر نجارا أردنيا.. تجدر الإشارة إلى أن الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي قد عزم على فتح بيت المقدس وعمل منبراً بمدينة حلب وقال فيه: (هذا لأجل القدس)، إلا أن المنية أدركته قبل تحقيق أمنية الفتح .. وقد بدأ الصناع بتنفيذ المنبر الذي أمر بصنعه الملك العادل نور الدين سنة (563ه /1167م) في مكان يدعى (الحلوية) في مدينة حلب السورية.. وعلى يد الناصر صلاح الدين تحقق بمنة الله فتح القدس، ولم يكن في المسجد الأقصى منبر في زمن الفتح فأمر السلطان صلاح الدين بجلب المنبر الذي أنشأه الملك العادل نور الدين لبيت المقدس قبل فتحه" بنيف وعشرين عاماً " فأمر القائد صلاح الدين الأيوبي أن يكتب إلى حلب ويطلب المنبر، فحُمل إلى بيت المقدس ووضع في المسجد الأقصى المبارك .
