عاد منبر صلاح الدين الأيوبي إلى المسجد الأقصى الليلة الماضية بعد أعادة بنائه في الأردن بعد أن أتت عليه النيران التي أشعلها متطرف صهيوني في المسجد الأقصى في العام 1969 وذلك بعد سبعة وثلاثين عاما من حرق المسجد وأكل نيران الحريق منبر صلاح الدين الأيوبي بعد الهجوم الصهيوني عليه. ووسط حراسة أمنية وعسكرية إسرائيلية مشددة وصل المنبر قادما من الأردن إلى المسجد الأقصى المبارك، محمولا على سبع شاحنات أردنية برفقة السفير الأردني، وتم نقل محتويات المنبر إلى داخل المسجد الاقصي، حيث سيتم تركيب أجزائه. فيما تواجد في ساحات المسجد المبارك قوة معززة من القوات الخاصة وفي جيش الاحتلال وعناصر من الشرطة. وكان في استقبال المنبر مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، الذي أعلن أنه سيباشر تركيب أجزاء المنبر التي تقدر بالآلاف، فيما استغرق أعداد أجزاء المنبر نحو ستة وثلاثين عاما بعد إحراقه في العام 1969م على يد يهودي حاقد وبتسهيل من حكومة الاحتلال آنذاك. ومنعت قوات الاحتلال والشرطة الإسرائيلية الفلسطينيين في المدينة المقدسة من الدخول إلى المسجد الأقصى للاحتفاء بوصول المنبر الذي تعارض الجماعات اليهودية المتطرفة إدخاله إلى المسجد بشدة. يذكر أن منبر صلاح الدين الأيوبي التاريخي أتي عليه الحريق الذي اندلع في الأقصى في 8 / 12 / 1969م نتيجة الاعتداء الذي ارتكبه اليهودي المتطرف مايكل روهن، وأثار ردود فعل غاضبة في العالمين العربي والإسلامي، حيث شكلت في أعقابه منظمة المؤتمر الإسلامي، وقد اقترن وجود هذا المنبر تاريخيا بالفتوحات الإسلامية. وكان المنبر تعرض للتدمير خلال الحريق الذى شب فى المسجد الأقصى فى أغسطس / اب من عام 1969 ، واعاد الأردن ترميم المسجد بعد حرقه على ثلاث مراحل كان آخرها عام 1996. ويشرف الأردن على المقدسات الإسلامية فى القدس منذ احتلالها عام 1967 خشية وقوعها تحت سلطة وزارة الأديان الإسرائيلية. وتعود فكرة إعادة بناء المنبر الى عام 1999 عندما أمر العاهل الأردنى الراحل الملك حسين بن طلال بإعادة بنائه ليكون على نفس الصورة التى كان عليها عند بنائه قبل ثمانمائة عام . وبدء العمل بإعادة بناء المنبر فى عام 2002 واستمر العمل به حتى منتصف الشهر الحالي. و يعتبر منبر صلاح الدين تحفة فنية نادرة أمر السلطان الأيوبى صلاح الدين بوضعه فى المسجد الأقصى احتفالاً بانتصاراته على الصليبيين ودخوله القدس عام 1187 . والمنبر هو مكان مرتفع يقف فيه الخطيب فى المسجد ليلقى العظة الدينية . وقد كلفت بإعادة بناء المنبر لجنة مؤلفة من وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية واللجنة الملكية لإعمار المقدسات الإسلامية فى القدس . وشارك فى إعادة بناء المنبر فنانون ومصممون من تركيا وسورية واندونسيا إضافة الى الاردن . واستخدم الفنانون فى إعادة بناء المنبر أسلوب " التعشيق" أى ربط مكونات الجسم الواحد ببعضها البعض دون استخدام مواد لاصقة او غيرها وهذا الأسلوب معروف فى الفن الإسلامى . واحتوى المنبر الجديد على الأنماط الرئيسية المكونة للفن الإسلامى وهى الزخارف الهندسية والزخارف النباتية والخط العربى والتطعيم بالعاج والأبنوس .