كشفت دراسة أمريكية بأن المضادات الحيوية التي يصفها الأطباء عادة لمرضى الالتهاب لا تجدي نفعاً ، بل إنها قد تضر . وتحذر الدكتور / كارولين دين - وهي مستشارة صحية في موقع إلكتروني - قائلة : " قد تزيد المضادات الحيوية من تدهور حالة التهاب المسالك ؛ لأن هذا النوع من الأدوية يخل بالوسط الحمضي للأنسجة الداخلية للمجاري البولية " . وتتابع : " هذا الاختلال الكيميائي يهيئ بيئة مثالية لنمو وتكاثر البكتيريا الضارة .. مثل بكتيريا (إي كولي) E.coli " . وتذكر الدكتورة كارولين أسباباً أخرى عامة لتدهور حالات المصابين بالتهاب المسالك البولية UTI .. مثل : - الضغوطات النفسية . - والحساسية غير المكتشفة لبعض الأطعمة . - والحمية عالية الحوامض .. كالتي تسمح بتناول اللحوم والمشروبات الغازية . والحل الأمثل للمشكلة يقوم على نشر الوعي الصحي بالمرض للحيلولة دون تدهور حالات المرضى المصابين به ومحاولة توعية الآخرين كي لا يصابوا به . وفي دراسة أخرى ، نشرت في مجلة (لانسيت) الطبية البريطانية أن العلاج بالمضادات الحيوية المستعملة عادة لعلاج مشاكل التنفس قد يزيد مقاومة البكتيريا للأدوية . وقالت الدراسة : " إن ظهور بكتيريا لا تستجيب للمضادات الحيوية مشكلة صحية كبيرة ؛ إذ تظهر معه (جراثيم قوية) قادرة على مقاومة أشد أنوع المضادات الحيوية " . وأرجع مختصون هذه المقاومة إلى الإفراط في استخدام العقاقير ، وإن كان إثبات ذلك صعبا مع أن الدراسة التي أجراها الفريق الطبي أظهرت أن " تعاطي المضادات الحيوية كان المتغير القوي وصحبه مقاومة " . وقال البروفيسور / هرمان جوسانس - من (المستشفى الجامعي) في مدينة آنتويرب ببلجيكا - بعد دراسة على أثر الأدوية على عينات بشرية : " إن التعرض للمضادات الحيوية كان أكبر متغير ، وقد ربط ذلك بشكل مستقل بالمقاومة " . ودرس البروفيسور وفريقه تأثير أدوية مسكنة على مائتي شخص معافين بعد أن أخذوا عينات بكتيريا منهم .. قبل أن يعطوا - وعلى مدى ستة أشهر - مضادين حيويين .. هما كلاريثرومايسين وإزيثرومايسين ، واللذان يستعملان على نطاق واسع لعلاج عدوى الأذن والحنجرة والرئة . ولاحظ الفريق الطبي ازدياد مستويات البكتيريا المقاومة ، ومن ثم " حدد - بكل وضوح على المستوى الشخصي - مدى التأثير المباشر لاستخدام المضادات الحيوية في ظهور كائنات حية مقاومة " .