قالت مصادر حضرت لقاء الرئيس هادي بممثلي من محافظات حضرموت المهرة شبوةوسقطرى بأن الرئيس حسم مسألة عدد الأقاليم بستة اثنين في الجنوب وأربعة في الشمال واستجاب لمطلبهم بأن تكون محافظات (حضرموت-المهرة-شبوة-سقطرى) إقليمًا مستقل عن بقية محافظات الجنوب تحت مسمى (الإقليم الشرقي) في اطار الدولة الاتحادية القادمة. وكان أعضاء موقعين على فكرة الإقليم الشرقي التقوا الرئيس هادي وناقشوا معه رؤية الإقليم الشرقي وكيفية إدارته وثروته وأشاروا إلى ان الاقليم الشرقي سيكون لها نسبة 25 من مناصب الدولة الإتحادية خلال الفترة الإنتقالية و25 لإقليم الأخر بالجنوب. وطرح أعضاء الحوار من ابناء حضرموت والمهرة وشبوةوسقطرى أثناء اللقاء بالرئيس هادي أمس الأحد أن مناطق الإقليم الشرقي يجب ان تقول كلمتها في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة. من جانبه أكد الرئيس هادي لدى استقباله ممثل عن تلك المحافظات أن من يتباكون بأن النظام الاتحادي المعروف عالميا سيمزق الوطن إنما هي ادعائات تخفي تحت طياتها المصالح الضيقة التي تربى عليها هؤلاء المتباكون. ولفت هادي الى أن الخبراء والمستشارون يعتبرون النظام الاتحادي على المستوى العالمي القريب والبعيد من أفضل النماذج للتطور والنجاح والنهوض بالوطن تحت راية الوحدة والديمقراطية. وأوضح الرئيس أن الأقاليم موزعة على أساس من الترتيب العلمي الحديث والتمازج الاجتماعي من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب تسوده المفاهيم الحديثة وتذوب فيه الطائفية والمذهبية والتصرفات العنصرية ..منوهًا إلى أن الثروات البترولية والغازية والذهب والحديد والزنك والنحاس موجودة بكمية تجارية ضخمة في جميع مناطق اليمن وبالامن والاستقرار والعمل الدؤوب سيتم الاستفادة القصوى من هذه الثروات بصورة علمية وشفافة وبحيث تعرف كل مدينة ومحافظة مستحقاتها من هذه الثروات بعيدا عن العشوائية والارتجال وعدم الانصاف في التوزيع وهناك امثلة كثيرة للفساد الذي ساد أعمال الفترة الماضية . وأضاف :" إن نظام الإقليم سيكون مجففا للفساد لأن العمل الإداري والاشرافي يمضي عن قرب والجميع متعارفون يستطيعون متابعة كل شيء وتثبيت الامن وملاحقة الإرهاب بصورة اكثر اقتدارا ". وأشار إلى أن اليمن منذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر تعرض للكثير من المحن والمنعطفات والأزمات ولما كان الوضع كذلك تعثرت الكثير من مشاريع البنى التحتية مثل الكهرباء والمياه والصحة والتربية والتعليم وبما جعلها لا تفي بالاحتياجات الملحة . وقال:" كم حاجتنا اليوم للكهرباء التي ظلت متدنية بحدود لا تصدق بل وتتدهور بصورة مستمرة والكهرباء هي أساس التطور والاستثمار والحياة العصرية " .. لافتا إلى أن نصف قرن مضى كان معظمه في صراع من أجل الاستحواذ والاستفراد بكل صورة وأشكاله. وشدد هادي على ضرورة تغيير المفاهيم والعقول بنظام حكم جديد تتساوى فيه الناس وتسود فيه العدالة وعلى أساس من المشاركة الواسعة في المسئولية والسلطة والثروة بدون احتكار أو مركزية والاستفادة من تجارب الاخرين ". واستطرد قائلًا :أننا في اليمن قد جربنا نماذج شطرية إلى أن جاءت الوحدة وبدأت الأزمات التي كانت في الشطرين تنشط وتؤثر في أركان الوحدة فترحلت الازمات من أزمة إلى أزمة وصولا إلى الأزمة الكبيرة التي نشبت مطلع عام 2011 وكانت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذيه المزمنة المخرج المثالي والأفضل وجنبت اليمن الحرب الاهلية و التشظي والانقسامات . وقال إن الجميع يعرف أن الجيش انقسم والامن انقسم وحتى القوى السياسية والمجتمعية انقسمت وبفضل تكاتف الجهود من القوى السياسية المخلصة للوطن التي عملت من أجل تجنيب اليمن ويلات الازمة وما نتج عنها من تداعيات مروعة". وعبر هادي عن تقدير اليمن البالغ لاسهامات مجلس الأمن والدول الراعية للمبادرة التي مكنت اليمن من تخطي ظروف تلك الازمة الصعبة إلى واحة الامن وتنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بشراكة لا يستهان بها ..مشيرًا أن مؤتمر الحوار الوطني قد مثل النموذج الرائع الذي جمع كل القوى السياسيه تحت مظلة الحوار الشامل بدون احتكار او اقصاء وستمثل مخرجاته عهدا جديد ومستقبل مشرق وفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن الحديث وطي صفحة الماضي إلى الابد. واختتم الرئيس حديثه بالقول :"إن المجتمع الدولي وفي المقدمة الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن معنا ويؤيدون هذا الاتجاه بقوة ويعتبرونه الأساس للحفاظ على الوحدة اليمنية والبناء الديمقراطي". وقد تحدث العديد من أبناء حضرموتوشبوةوسقطرى.. معربين عن تقديرهم البالغ لجهود الأخ الرئيس هادي وتخطي الظروف الصعبة من أجل إخراج اليمن إلى بر الأمان . وأشاروا إلى أن النقاشات والحوارات التي جرت في مؤتمر الحوار الوطني من أجل أمن واستقرار ووحدة اليمن قد شكلت منعطفا حضاريا وتاريخيا وسيكون نقطة استراتيجية لبناء اليمن الجديد والمستقبل الأفضل .. مؤكدين تاييدهم المطلق لخطوات الأخ الرئيس واتجاهاته الوطنية . واعتبر المتحدثون ان هذه الخيارات التي كانت من مخرجات الحوار الوطني مخرجا سليما وامنا من أجل سلامة وأمن واستقرار اليمن .. مؤكدين أيضا الوقوف الى جانب الأخ الرئيس في كل الخطوات والإجراءات التي يتخذها . وكان الرئيس هادي قد استقبل قبل ايام ممثلي عن محافظات (مأرب–الجوف-البيضاء) وتعهد له ببدراسة مطالبهم المتمثل باقامة اقليم واحد يجمعهم تحت مسمى (اقليم سبأ).