شاركت حركة المقاومة الاسلامية " حماس" بقوة في تظاهرة عنيفة ، هذه المرة من الملاعب الإسرائيلية لكرة القدم .. فقد شهد "ملعب الدوحة " في مدينة سخنين العربية المحتلة عام 1948 بالجليل الأسفل مؤخراً عرساً كروياً ووطنياً ودينياً في اللقاء الذي جمع فريق اتحاد أبناء سخنين العربي مع فريق بيتار القدس الإسرائيلي، الذي يتصدر لائحة دوري الأضواء في كرة القدم في دولة الاحتلال الصهيوني. وبسبب حساسية المباراة، وخصوصاً لان مشجعي فريق "بيتار القدس" هم من أشد غلاة العنصريين في دولة الاحتلال الصهيوني فقد تواجدت في الملعب قوات كبيرة من شرطة الاحتلال التي أغلقت أبواب الملعب أمام المشجعين قبل ست ساعات من بدء المباراة بين الفريقين. وفريق اتحاد أبناء سخنين هو الفريق العربي الفلسطيني الوحيد الذي يلعب في دوري الأبطال في دولة الاحتلا ل، ويتعرض لاعبوه ومشجعوه في كل مباراة على أرضهم أو في ملعب الخصم إلى اعتداءات وشتائم على خلفية عرقية ودينية بسبب العنصرية الإسرائيلية التي باتت سيدة الموقف في الملاعب. جمهور الفريق السخنيني وصل إلى ملعب الدوحة بالآلاف من جميع المناطق العربية المحتلة عام 48، فالفريق هو بالنسبة لفلسطينيي الداخل تحدٍ لسياسة التمييز العنصري الذي تمارسها السلطات الإسرائيلية ضدهم. وقبل أن يصفر حكم المباراة معلناً ابتداء المباراة بدأ مشجعو " فريق بيتار القدس" الذين دخلوا الملعب تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال بإطلاق الهتافات العنصرية ضد العرب والمسلمين، ولم يتوقفوا عن ذلك بل قاموا بشتم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.. ولم تسلم حركة حماس من شتائمهم البذيئة، ولكن الأمر تعدى ذلك، حيث بدأ المشجعون بشتم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، علاوة على ذلك رفع المشجعون العنصريون أعلام الدولة العبرية وانشدوا هتكفاه، وهو النشيد القومي للدولة العبرية. الجمهور العربي الذي تواجد بالآلاف رد الصاع صاعين، حيث رفع المشجعون العرب الأعلام الفلسطينية وأعلام حركة حماس وأنشدوا نشيد موطني للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، ومن ثم ردوا على شتم النبي العربي الكريم بهتافات متواصلة خلال أكثر من ساعتين: لا إله إلا الله، محمد رسول الله .. وعلى الرغم من أن فريق بيتار القدس اليهودي لم يخسر أية مباراة منذ بدء الدوري ولم يتعادل مع أي فريق على ملعبه أو في الخارج، إلا أن الفريق العربي الذي توقع المراقبون أن يكون لقمة سائغة لمتصدر اللائحة، لعب بفخر واعتزاز وتمكن من إحراز هدفين في مرمى بيتار القدس، الذي يملكه رجل الأعمال اليهودي الروسي الأصل " أركادي غايداماك ". وحتى الدقيقة ال86 حافظ الفريق العربي على تقدمه على خصمه بالنتيجة 2:1، وكان قريباً جداً من تحقيق الفوز، إلا أن خطأ في دفاعه سمح لفريق بيتار القدس بإحراز هدف التعادل في الدقائق الأخيرة من المباراة لتنتهي المباراة بالنتيجة 2:2. وبالرغم من تواجد الشرطة الصهيونية الكبير فقد وقعت بعض المناوشات بين مشجعي الفريقين، وتم اعتقال 19 مشجعاً من الطرفين، وقامت الشرطة بإخراج مشجعي بيتار القدس تحت حراسة مشددة إلى خارج المدينة الفلسطينية، خشية تعرضهم لهجوم من الجمهور العربي الغاضب. يُشار إلى أن " ملعب الدوحة في سخنين " أنشأ بتمويل من دولة قطر، حيث عمل النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي الدكتور أحمد الطيبي على إقناع القطريين بذلك، كما انه تمكن بداية الموسم الكروي الجديد من توفير مبلغ مليون شيكل "250 ألف دولار" من المسئولين القطريين كدعم للفريق العربي الفلسطيني.