اكد الرئيس الامريكي جورج بوش مجددا الجمعة ان السعودية تعتبر حليفا اساسيا للولايات المتحدة في حملة مكافحة الارهاب، رغم تقارير اشارت الى انها لا تبذل جهودا كافية في هذا المجال. وتأتي تصريحات بوش بعد اسابيع على انتقادات شديدة اللهجة وجهها مسؤول كبير في وزارة الخزانة الامريكية لسجل المملكة في مكافحة الارهاب، فيما تنظر السلطات في اقتراح لإغلاق مدرسة تمولها السعودية في ضواحي واشنطن للاشتباه بأنها تشجع على عدم التسامح الديني. وكتب الرئيس الامريكي في مذكرة وجهها الى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس من اجل تحريك مساعدة امريكية للرياض، “انني اؤكد هنا ان السعودية تتعاون في جهود الحرب العالمية على الارهاب وان المساعدة المقترحة ستسهل هذه الجهود”. وكان مساعد وزير الخزانة الامريكي ستيوارت ليفي قال في تصريح لشبكة التلفزيون الامريكية “ايه بي سي” قبل قرابة شهر، ان السعودية لا تلاحق قضائيا ممولي المنظمات الارهابية. وقال ليفي المكلف ملاحقة المساعدات المالية للمنظمات الارهابية “لو كنت قادرا بطريقة ما على وضع حد للتمويل الذي يأتي من بلد ما لفعلت ذلك مع السعودية”.واعرب عن اسفه لان السلطات السعودية لم تلاحق قضائيا شخصا واحدا صنفته الولاياتالمتحدة او الاممالمتحدة بانه ممول للارهاب على حد قوله، رغم بعض الجهود التي تبذلها السعودية حليفة الولاياتالمتحدة في الحرب على الارهاب. ورد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل انذاك على هذه الاتهامات مؤكدا ان بلاده “تبذل كل جهد” على الصعيدين الامني والمالي لمكافحة الارهاب. وقال “نسمع بين فترة واخرى ان المملكة لا تبذل الجهد الكافي، وعندما نلتقي بالمسؤولين يشكروننا على الجهد الذي تبذله الحكومة لمكافحة الارهاب”. في هذه الاثناء، طلبت لجنة امريكية مستقلة حول الحرية الدينية العالمية من رايس اغلاق مدرسة خاصة في شمال فيرجينيا تمولها السعودية الا اذا تمكنت من اثبات انها لا تدرس عدم التسامح الديني. وهذه الهيئة التي عينها الرئيس الامريكي وقادة في الكونجرس عبرت في تقرير لها عن “قلق شديد” حول اسلوب التدريس في الاكاديمية السعودية الاسلامية معتبرة ان ذلك قد يؤثر “سلبا” على المصالح الامريكية. واشتكت اللجنة من قيام السعودية ب''نشر العقيدة المتطرفة وعدم التسامح في مناهج التعليم” على حد قولها وطلبت اغلاق المدرسة الى ان تقوم بعرض الكتب المدرسية السعودية الرسمية التي تستخدمها من اجل “التدقيق بها بشكل شامل”. وقال الناطق باسم الخارجية الامريكية توم كايسي ان واشنطن “ستطلع عن كثب” على تقرير اللجنة. واضاف ان الولاياتالمتحدة كانت تناقش منذ فترة مع السلطات السعودية القلق حول هذه المناهج الدراسية وامور اخرى تشجع على “عدم التسامح”.واوضح ان “السعوديين اتخذوا بعض الاجراءات للقيام بذلك وهم يقومون بمراجعة الكتب المدرسية”. وتابع كايسي ان “العملية الكاملة لانجاز هذا الامر ستستغرق سنتين بحسب قولهم”. (ا.ف.ب)