الظلم والاستنزاف والفساد الممنهج كان جوهر خروج الملايين من شباب الثورة لاستعادة الكرامة الوطنية المغتصبة وتحريرها من مخالب الخيانة الوطنية ، كانت فرصة هذا النضال مستوحاة من تراكمات الظلم واللاعدل والانتقال إلى العدل والحرية الثابتة ،في يوم الكرامة 18 مارس 2011م بزوغ لحظة تاريخية لكشف القناع الحقيقي لهذا الجرم المتربع على الوطن والانسان ، وكان كل من خرج يدرك نتائج المواجهةالعدائية من قبل النظام وأنصاره وقواه وأن القتل الممثل والاعتقال والتعذيب لهم شيئا طبيعيا المهم أن يقدموا للعالم براءة نضالهم السلمي غير العدائي لعدو احلامهم وحقوقهم ، كانوا يدركون أن استشهادهم ونضالهم يقود إلى المدينة الفاضلة التي لطالما حلموا من أجلها مستمرين في نضالهم سنة بعد أخرى ، أكثر من 53 شهيدا سقطوا في هذا اليوم النضالي المشهود ومئات الجرحى المكبلين بالألم والمعاناة .د محاذير وتحديات خطيرة واجهها هؤلاء الاحرار انتهت برحيلهم دون أن يحضوا نتائج أحلامهم الوطنية المقدسة ، تضحياتهم أعطت إخوانهم الشباب بعدهم قوة وطنية نضالية غير مسبوقة ليتبعهم الكثير من النضالات والذاكرات التاريخية الوطنية الحزينة . في ذكرى الكرامة وغيرها من ذاكرات الثورة الشبابية كانت مشاريع الموت والنضال والالم من أجل أحلام لا تقف عند حدود الذات والمصالح الانتهازية ، كان نضال بلا مقابل . ما بعد هذه المجزرة بحق الشباب السلميين الاطهار كانت الطريق معبدا بالخيانة والتقاسم ضد شهداء وجرى الكرامة ، محاكمات صورية لأكثر من ثلاث سنوات لقتلة شباب الكرامة ، ووعود كاذبة للوصول إلى الحقيقة ، مرتكبي المجزرة يتجولون ويمارسون العهر السياسي ويحتمون بحصانة خارجية مشروطة ، في حين قوى الثورة باركت الحصانة ودعمت حماية مرتكبي مجزرة الكرامة ، وساهمت في ضياع الحقيقة وبيع دماء الشهداء ، وحولت الثورة الشبابية إلى تقاسم وأوصلت البلد إلى ما نحن عليه ، بل وجعلت من مجزرة الكرامة وغيرها من المجازر مجرد ذكرى سنوية دون أي تقدم يحفظ لشهداء الكرامة والثورة وجرحاها كرامتهم ونضالهم . اليوم الثالث لإحياء جمعة الكرامة دون أن يبت القضاء في مرتكبي مجزرة الكرامة في ظل تراكمات للقتل والضياع والتقاسم التي يعيشها الوطن فلا عدالة ولا ثورة ولا حتى أمل نشعر به .. تغريده .... في وطني بدا الليل مكتئبا كعادته بهدوئه المرعب ، وتنفسه اللاجميل القمر هو الآخر خافتا لم يجد عشاقه الفارغين النجوم لم تعد صاحية.. الألم المتنفس.. الحرية المتوجعة.. العائدون من الألم إلى الألم الطاعون الاسود.. السياسة المغلقة.. الجريح المتشرد.. التقاسم الوقح.. أبناء الخيانة يرفعون تقارير النضال.. الترقيات المسطولة.. المدنية يفوح قبحها.. الاحلام الثورية تتبخر في سماء التوافق المقرف.. المناضلون يحاولون استرجاع الضياع.. الضياع ينتشر في الضياع.. كل شيء يحدث في وطني في الوطن طن . طن طن طن طن