لست مواطناً مصريا إنما كشخص يهمني الشأن المصري يمكنني التعاطي مع مسألة عزل الرئيس مرسي وبطولة الفريق السيسي في المسرحية الهزلية التي استطاع من خلالها المجلس العسكري فرض قوته والسيطرة على مجريات الأمور في البلاد. صحيح كان هناك سوء تدبير من قبل جماعة الإخوان في مصر ويمكن القول بأن الجماعة لم تنجح في التعامل مع ظروف المرحلة السياسية في مصر سواءً قبل عزل الرئيس مرسي أو بعده. وبحكم أن مصر تعد أهم حلقة وصل تربط دول العالم بالمنطقة العربية لذلك تحتاج إلى نظام سلس لديه قدرة على الموائمة بين العلاقات الخارجية والحفاظ على السيادة الداخلية. قبل أن أصل إلى فحوى كلامي أود أن أقول بأنني أعتز لكوني عضواً في التنظيم الوحدوي الناصري بالفكرة والعمل ولن أكون في يوم من الأيام عضواً في جماعة الإخوان المسلمين فالتحفظات كثيرة على ممارسات الجماعة في اليمن. الخلاصة أنه كل ما يحدث في مصر يمكننا استيعابه إنما لا يمكن استيعاب مسألة إعلان الإخوان في مصر جماعة إرهابية ثم تصدر الحكومة المؤقتة قراراً بإعدام أكثر من 500 شخص من عناصر وقيادات الجماعة وتريد تقنع العالم بهذه المواقف اللاإنسانية. مستحيل شخص واقعي ومنصف يحمل قدر من المبادئ الإنسانية سيقتنع عقله بهذه المهزلة يا فندم وأعتقد هذه رسالة واضحة لكل مصري يمتلك إرادة قوية لقول كلمة حق وتحريك دوافعه الإنسانية وكما يقول المفكر السياسي الأمريكي بنيامين فرانكلين: " كل من يوافق على استبدال الحرية بالأمن لا يستحق كليهما".