أفنى المشترك (11) سنه من عمر هذا الوطن وهو يعمل خارج دائرة عملة وبعيداً كل البعد عن المجال الذي كان يعتبر الأساس الذي تشكل لأجله ، لهذا ظل اليمن يحكم بعقليه غبية صارت ذكية فقط بمقياس درجة امتياز الغباء الذي يتمتع به معارضيه ، أشرق الربيع العربي من تونس فارتبك الجميع وذهبت قيادات المشترك المهترئة تتحدث عن إصلاح النظام ذالك الحلم الذي كان أعلى مستوى تفكيرها بينما التقط الشباب الفرصة ورسموا حلمهم وحلم الوطن المغيب من قبل النظام والمعارضة أيضاً . بطريقه أو بأخرى وصل المشترك إلى السلطة وتقاسم مع النظام السابق فلب هذا الوطن بطريقة فجة للغاية ولن أتحدث هنا عن طريقة الوصول أو التقاسم كوني لست بصدد هذا بل للحديث عن ما بعد ذالك . كان الكثير من اليمنيين قد علقوا الكثير من الآمال على اللقاء المشترك بناءً على مهرجاناته وخطاباته الرنانة في وسائل الإعلام والصحف كحل وحيد لنظام لم يفرز أي إنجازات تذكر سوى رفع مؤشرات الفقر والبطالة والمرض باستمرار ، تحدث اللقاء المشترك كثيرا عن برامج وإصلاحات في القطاعين المالي والإداري وعن استراتيجيات لمكافحة الفساد و....الخ الأمر الذي استحضره غالبية الشعب اليمني دفعة واحده أبان الثورة الشبابية الشعبية ليلتف الجميع حولها الأمر الذي أدى بوصول المشترك إلى السلطة ، وهنا حدث اصطدام المشترك بالسلطة بينما قوة الاصطدام تلك أحدث زلزال في أذهان أبناء الشعب اليمني حيث تعرت تلك الأكذوبة التي ما تسمى "باللقاء المشرك" أمام الجميع واندثرت تلك الشعارات والخطابات كرماد في العيون لتظهر مجرد كذبه أخرى وصوره أخرى للنظام القديم مفلسة سطحية تكشف عن عقم مزمن في عقول تلك النخب التي لم تنتج أي أفكار تنفذها لحظة وصولها إلى السلطة ، أي معارضة هذه لم تكلف نفسها وضع إستراتيجية واضحة لإصلاح منظومة الحكومة أو أي قطاع من قطاعاتها ، أي معارضة هذه التي لم تسأل نفسها ما هو الحل الذي سنقدمه لحل مشكلة الكهرباء مثلاً أو الماء أو الصحة أو التعليم !! أليس من المخجل أن تصل إلى السلطة مفلس عقيم وتدير مؤسسات الدولة بنفس عقلية النظام القديم وآلياته وفي حالة اذا كنت ستستمر بنفس تلك العقلية والآلية للنظام القديم لماذا تعارضه أصلا ؟؟ أب معارضة لا تسأل نفسها على الأقل هذه الاسئله البسيطة فهي فاشلة ولا تعتبر معارضة ، بل مجموعة من الانتهازيين يبحثون عن متسع لبطونهم ولأولادهم فقط بينما الوطن والمواطن والدولة لا وجود لهم في قائمة اهتمامها أطلاقاً . يدور حاليا الحديث عن أهمية استمرار اللقاء المشترك وإعادة لملمة شمله وأهمية اصطفاف القوى الوطنية للمضي بخطى ثابتة في طريق بناء الدولة ، نحن فعلا بحاجة ماسة لهذا الدور والذي يجب أن يتشكل لكن بعيدا كل البعد عن اللقاء المشترك القديم كونه لم يؤدي أي دور حقيقي وأن آلية عملة كانت ضعيفة جدا بل تدل على استغباء واستخفاف بفكرة الاصطفاف تلك وتجريدها من جوهرها ودورها الأساس الذي كان يجب أن تقوم به وتهشيم تلك الصورة في نفوس الجميع . فلابد قبل الحديث عن إعادة تشكيل أو ترميم لتلك الصيغة أن نحدد أولا وبشكل واضح الأساس الذي سنبني علية ، ونجيب على العديد من الأسئلة ما مدى الحاجة لتلك الصيغة ، وما هو الدور المناط به ، وما الذي سينتجه من حلول لتحقيق تطلعات المواطن ، وما هي آلية تلك الصيغة ، وما هي الآليات والمجالات التي سيعمل من خلالها لإبراز الهم الوطني الجامع إلى المقدمة ؟؟ كي لا نكرر الوهم مرتين ونقضي على ما تبقى من قلب هذا الوطن .