إن كان هناك من ضحية لهذه الصحيفة التي تتخذ من "الهوية" اسما لها، فهو عبدالملك الحوثي وجماعة "أنصار الله". تأنف نفسي عن الانخراط في سجالات الردح والتعريض والتنقيب في الأصول والأنساب. لكن يتوجب القول إن استخدام صحيفة صفراء لمفردة "لقطاء" تكشف عن مركزية "النسب" في الوعي الضحل لأصحابها، وتبرهن على أن هناك من ورث من نظام صالح القدرة على إثارة الاشمئزاز، مذكرا بصحفه الصفراء التي احترفت النيل من كرامة وسمعة معارضية. لن استدرج إلى خطاب الغرائز، ولا أظن أحدا من زملائي الأعزاء ممن تتوسل هذه النفاية استدراجهم إلى منحدرها "البيولوجي"، سيفعل. يبقى أن أعبر عن عميق امتناني لكل من تصدى لحملة التحقير والتلويث البيئي التي تشن على الكتاب والصحفيين، الأمر الذي يؤكد ما أؤمن به على الدوام من أن اليمنيين بمختلف شرائحهم ومناطقهم ومذاهبهم وتوجهاتهم هم في الأغلب من الأسوياء الذين لن يقبلوا بفرزهم على أي أساس عصبوي، مناطقي أو سلالي أو مذهبي.