العدوان السعودي على سيادة اليمن صنع كارثة انسانية في كل منطقة في البلاد بقصفها العشوائي وتدميرها للبنى التحتية وقتلها للمدنيين. دخلت السعودية بيوت اليمنيين السعيدة فحولتها الى يتم وترمل وبكاء وحزن بعد ان القت قنابلها عليهم وواصلت هجومها العنيف. فماذا احرزت عاصفة الحزم والان عملية «اعادة الامل» بقيادة السعودية سوى ازمة انسانية ومكاسب للقاعدة التي اضحت تسيطر على مساحات كبيرة من الاراضي اليمنية؟ كل محافظة باتت تعاني شحاً ونقصاً في المياه والادوية بسبب انقطاع الكهرباء وانعدام المازوت. معظم سكان صنعاء وكل سكان المناطق التي تشهد اقتتالا يستمرون بالنزوح هربا الى اماكن اكثر امنا فيما سكان المحافظاتالجنوبية فقد لجأوا الى المدارس في ظروف صعبة اما في المحافظات الشمالية تلجأ الغالبية الى منازل اقارب لهم في المناطق الريفية. وانعدام الكهرباء كان له تأثير كبير على مرضى الفشل الكلوي بسبب توقف مراكز غسيل الكلي عن العمل وعلى مرضى يعانون من امراض اخرى. اما الغارات التي تنفذها السعودية معظمها تقتل الاطفال بيد انها لم تكتف بقتلهم بل وصل ظلمها الى حد منع المياه عن الاطفال والنساء وتجويعهم وتشريدهم. الملايين من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات غير محصنين لانهم لا يتلقون عمليات اللقاح بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود الامر الذي عطل التلقيح ويزيد من خطر انتشار الأمراض المعدية، مثل الحصبة، وهي منتشرة في اليمن، وكذلك شلل الأطفال، الذي تم القضاء عليه ولكنه الآن في خطر الظهور من جديد. الى جانب ذلك، تعاني المرافق الصحية نقصًا متزايدًا في الأدوية المنقذة للحياة والمستلزمات الصحية الحيوية ما يهدد حياة الكثير من المواطنين ويزيد الامور سوءا . اما نقص الوقود أدى إلى تقليص قدرة سيارات الإسعاف على تأدية وظائفها، وعلى إيصال الإمدادات الصحية إلى جميع أنحاء البلاد الامر الذي يزيد من معاناة الشعب اليمني. من جهتها، تلقفت القاعدة فرصة ذهبية لم تتوفر لها سابقا وبمعنى اخر سمحت عاصفة الحزم بطريقة غير مباشرة للقاعدة بالتوسع داخل اليمن لتقضم منطقة تلوالاخرى تحت انظار السعودية دون اي تحرك فعلي لمنع امتداد نفوذها في البلاد. والان، عزز تنظيم القاعدة نفوذه في أجزاء من جنوباليمن وشرقه وقد استولى على قاعدة جوية يمنية وعلى ميناء بحري رئيس. وقصارى القول ان عملية عاصفة الحزم لم تأت باستقرار لليمن ولم تجبر الحوثيين للذهاب الى طاولة الحوار بل تصاعد سقوط القتلى والجرحى ينذر بانهيار وشيك للدولة اليمنية اوبالاحرى ما تبقى منها. اما الجانب العسكري، قصف التحالف العربي المنشآت والمباني الحكومية وبينها المعهد الفني ومبنى المحكمة في مدينة الحوطة بمحافظة لحججنوبي البلاد واستهدف عدة منازل في محافظة مأرب وسط اليمن، بعد ان قتل ستة مدنيين بينهم طفلان في تعز. وفي مأرب ايضا، تمكنت اللجان الشعبية والجيش اليمني من السيطرة على موقع الزري المطل على مدينة مأرب، وطردا مجموعة ارهابية في منطقة حمراء غربي المحافظة. كما قتل في مأرب عدد كبير من عناصر القاعدة خلال محاولتهم السيطرة على مواقع تابعة للقوات الامنية اليمنية في اطراف المدينة حيث اشارت مصادر رسمية إن القوات الأمنية أسرت عدداً من عناصر القاعدة، بعد أن تصدت لمحاولة تسلل لهم إلى بعضِ المواقع. وفي جنوباليمن، وفي عدن تحديدا، حصلت اشتباكات عنيفة بين الحوثيين وانصار صالح وبين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي اسفرت عن سقوط 27 قتيلا بينهم اربعة مقاتلين موالين لهادي على الأقل و6 مسلحين حوثيين. وقتل 9 حوثيين إثر هجوم بقذائف مضادة للدروع، كما أغارت قوات التحالف الذي تقوده السعودية على مواقع تابعة للمسلحين الحوثيين والموالين لهم وخصوصا القصر الرئاسي في عدن. وقد وصلت حصيلة القتلى بين معارك على الارض وبين الغارات التي ضربت مواقع للحوثيين الى سقوط 92 شخصا بحسب مصادر طبية وعسكرية يمنية. كيري طالب الحوثيين للعودة الى الحوار طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري امس من الحوثيين والموالين لهم بالانضمام إلى طاولة الحوار للخروج باليمن من الأزمة التي يعيشها. وقال كيري على هامش اجتماع في كندا لمجلس المنطقة القطبية الشمالية، إن طرفي النزاع جاهزان للعودة إلى طاولة الحوار وإن انطلاق المفاوضات والتوصل إلى حل سياسي هما أمران ضروريان معربا عن أمله بالاتفاق على مكان يمكن فيه إجراء المفاوضات للأطراف اليمنية. الحوثيون يتهمون صالح قال عضوالمكتب السياسي للحركة الحوثية، محمد البخيتي إن ما يطالب به علي عبدالله صالح «عريضة استسلام لكل شخص وعائلته وحزبه». كما وصف القيادي الإعلامي في الحركة الحوثية أسامة ساري مناشدة علي عبدالله صالح بأنها أشبه بدعوة الشعب اليمني ل «الاستسلام». ويذكر ان الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح طلب سحب الحوثيين لقواتهم مقابل وقف ما وصفه ب «عدوان على اليمن». البحرية الايرانية: سفننا في خليج عدن أكد قائد القوات البحرية الإيرانية، الأدميرال حبيب الله سياري، أن الاسطول ال34 للقوات البحرية متواجد في خليج عدن ويقوم بإدارة الدوريات والمهام. ويأتي تصريح الادميرال الايراني بعد يوم من اعلان البنتاغون بأن القطع الإيرانية التي كانت في طريقها إلى اليمن غيرت مسارها متجهة إلى الشمال. أخبار من الرئيسية سر الدور الإماراتي في اليمن وشكوك السعودية : تقدم أنصار الله على الأرض يُحرج المملكة ويُفشل مخططها في البحث عن إنجاز عسكري قبل فرض الحوار تفاصيل ما سيحدث نيويورك والشهادة الأخيرة لمبعوث الأممالمتحده : جمال بنعمر وما لم يقله من قبل في جلسة مجلس الأمن اليوم بشأن اليمن هل تنتقل "عاصفة الحزم" من اليمن إلى الداخل السعودي؟ إنقسام داخلي صامت يعصف بالأسرة الحاكمة : السعوديون أوقفوا "عاصفة الحزم" بعد انكشاف كلّ الأوراق