التقيت ببعض من يقف خلف اليات المضادات. اردت فقط معرفة كيف تبدأ افعالهم في اللحظات التي يختبئ كل واحد منا في ابعد مكان يمكنه ان يمنحه الشعور بأنه صار في مأمن من اقدار الله.. زورا وبهتانا. بأي، اتجاه تحتشد مشاعرهم.. ويالهم من كبار.. توقفت مخاوفهم من الموت في لحظة القرار الاول، ليكونوا على هذه الاليات. وبعد أن ودعتهم.. صار صوت الطائرات، عندي لحظة مقاومة.. لقد بكيت، اليوم الثاني لحادث عطان.. يومه، بقيت صامدا لم اشعر بشيئ.. بل اكملت يومي، عملا ونقاشا.. وعدت الى بيتي ونمت بشكل اعتيادي، ولكني حين استيقظت اليوم الثاني، هاجت مشاعري.. وعادت لي كل التفاصيل.. ولم يخف عني كل ذلك الضغط، الا بعد أن بكيت.. لا ادري، ماكان ذلك البكاء.. لكني قرارات عاطفية لاستعادة السيطرة. وبعدها تقاربت من الموت ثلاث مرات أخرى.. وكل واحدة كانت تعالج السابقة. لكني لم أجد علاجا كمثل قضاء وقت مع الجالسين خلف المضادات.. حيث، تصبح الحرب، سباحة في البحر، او سفر بطائرة او بسيارة.. كانت أمي، تقول لي: روح القرية.. فأقول لها: ستستحي ان ابنك روح هاربا من الموت، ثم مات مشروغا بشربة ماء أو بحادث سيارة، أو بدون سبب.. فلم تعد تذكر لي الخروج من صنعاء اطلاقا.