صرح هشام زعزوع وزير السياحة المصري أن الاخوان المسلمين ليسوا ضد شرب السياح للخمور أو ارتداء السائحات للباس البحر «البيكيني». وكان الحزب الحاكم(الحرية والعدالة) قد عارض في وقت سابق بشدة السلوكيات «المنافية للأخلاق» من جانب السائحين في مصر. في حين تعول السلطات المصرية على أن يرتفع التدفق السياحي هذا العام بنسبة 20 % بفضل هذا النهج والمسلك الليبرالي. وكان الاخوان المسلمون قد أعلنوا بعد وصولهم إلى الحكم عن خططهم الرامية لإدخال «السياحة الحلال» وهو ما فسر، على وجه الخصوص، بحظر شرب الخمور أو الاستجمام في لباس البحر «البيكيني». بل وصل الأمر إلى دعوة بعض الإسلاميين إلى فصل شواطئ الرجال عن السيدات، حتى يستمتعوا بالعطلات دون ارتكاب الذنوب، حسب اعتقادهم. لكن، وحسبما كتبت صحيفة «إزفيستيا» الروسية ، فقد كانت مدة العامين الاخيرين كافية لتعلو التصورات المالية فوق التصورات الدينية. وتشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء إلى أن عدد السياح الأجانب الوافدين إلى المنتجعات المصرية تقلص خلال العامين الماضيين من 14.7 مليون سائح إلى 11.5 مليون. ولم تبق عواقب وتبعات «الربيع العربي» بعيدة عن مجال السياحة المصري. وسعيا منهم لإعادة السياح إلى الشواطئ المصرية تمكن الجناح المعتدل في حركة «الاخوان المسلمين» من إقناع حتى السلفيين الراديكاليين بالأهمية القصوى للسياحة، ما حدا بهؤلاء الأخيرين إلى قبول السماح للسياح بتناول الخمور وللسيدات بالسباحة في لباس البحر «البيكيني). ومن المتوقع أنه بفضل هذا النهج الليبرالي سيرتفع نمو التدفق السياحي إلى مصر بنسبة 20 %. وتعول السلطات المصرية على أن يرفد السياح خزانة الدولة ب 25 مليار دولار سنويا، في الوقت نفسه يبلغ إسهام السياح الروس لوحدهم في مدخولات الخزانة المصرية ما لا يقل عن 3.2 مليار دولار سنويا. هذا، ويشير الخبراء إلى أن مصر قد تتبع أهدافا أكثر اتساعا وشمولا. وقد تكون السلطات تسعى عبر ذلك إلى إقناع الشركاء الغربيين بأن الأوضاع مستقرة في مصر لكي تحصل منهم على قروض بالمليارات، وخاصة الحصول على القرض البالغ 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، إضافة إلى أموال مبارك المجمدة في البنوك الأوروبية والأمريكية.