عدم تولي منصب حكومي ليس دليل نزاهة والدفاع عن المسئولين الفاسدين لا يمنح البراءة مع أن الكراهية للشيخ سلطان البركاني انخفضت في العامين الأخيرين وكسب تعاطف وإعجاب بعض من كانوا لا يطيقونه صوتا وصورة.. لكن الأمين العام المساعد للحزب الحاكم سابقا يبدو غير مدرك لتحولات الموقف الشعبي تجاه شخصه.. ففي الوقت الذي يلعب دورا إيجابيا تحت قبة البرلمان هذه الأيام لمقارعة الفساد وكشف ممارسات حكومة الوفاق السلبية.. متصدرا المشهد السياسي كقائد معارض وزعيم لجبهة المقاومة في صف صديقه صالح وأصدقاء النظام السابق الفاسدين والشرفاء.. نجده هذه الأيام يمارس المزايدة أكثر من غرمائه في أحزاب اللقاء المشترك وخصومه في نصف حكومة باسندوة.. كما لو أن الطبع غلب التطبع فعلا.. لدرجة خروج الشيخ سلطان على الملأ نافيا عن نفسه التورط في الفساد متخذا من عدم توليه أي منصب حكومي ذريعة لدرء التهمة وإثبات براءته وطهره ونظافته.. وكأنه يستغبي الآخرين ويستخف بعقول المشاهدين. يا شيخ سلطان.. من قال لك أن الفاسدين هم فقط المسئولين الحكوميين؟! قد لا تكون بالفعل متورطا في أعمال فساد مباشرة عبر اختلاس أموال الدولة.. لكنك يا شيخ سلطان قد لا تكون برئيا في التواطؤ مع الفاسدين والتستر عليهم والتعاون معهم وربما ما هو أبعد من التواطؤ والتستر والتعاون.. من خلال موقعك السياسي كأمين عام مساعد لحزب المؤتمر ورئيس كتلة الأغلبية في البرلمان والشخصية الاجتماعية النافذة.. وإذا كنت قد نسيت حجم الفساد المالي والإداري طوال حكومات المؤتمر المتعاقبة فذلك شيء مرعب لشخص مثلك.. كان يمرر القروض ويدافع عن أرباب الفساد تحت قبة مجلس النواب.. ويكفي تذكير الشيخ سلطان البركاني بعلاقته القوية مع الملياردير توفيق عبدالرحيم أكبر حيتان الفساد النفطي الذي هو أيضا ليس مسئولا حكوميا لكنه مدان بفساد بلا حدود.. كما أن الشيخ حميد الأحمر الذي يتهمه الشيخ سلطان دائما ومرارا وتكرارا بالفساد ونهب ثروات البلاد لا يتولى منصب حكومي.. حبذا لو أعلن البركاني "التوبة" بدلا من ادعاء الطهارة والنزاهة التي هو أصلا بريء منها!! (صحيفة الديار)