استقبلنا اليوم الذكرى الثالثة والعشرون من 22 من مايو 1990م يوم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية،اليوم الذي توج فيه شعبنا اليمني العظيم نضالا ته وتضحياته الجسيمة بإعادة وحدته الخالدة،وكانت الآمال تساورنا في أن نحتفل في هذه المناسبة الغالية هذا العام،بعيداً عن الأزمة التي تحاك بالوطن منذ أكثر من ثلاثة أعوام،وأن تعم الأفراح أرجاء الوطن،وتعم البهجة والسرور قلوب كل اليمنيين، خاصة بعد مرور أكثر من عام على انتخاب هادي رئيسا توافقيا وتشكيل حكومة الوفاق الوطني،وبعد أن تمت عملية هيكلة الجيش،إلى ثلاث مكونات رئيسية(قوات برية وبحرية وجوية)وتم توزيعه إلى سبع مناطق عسكرية،وتم انطلاق مؤتمر الحوار الوطني منذ أكثر من شهرين،والذي يعتبر من أهم استحقاقات ومهام المرحلة الانتقالية الثانية،بحسب المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة في اليمن وآليتها التنفيذية والتزمينية،وكنا نتمنى أن تأتي احتفالات الوطن بهذه المناسبة العظيمة،واليمنيين يعيشون في مناخ ألأمن والاستقرار والسكينة والازدهار،غير أن ما يؤسف له أن تأتي مباهج أفراحنا هذا العام ووطننا يمر بظروف استثنائية بالغة الصعوبة والتعقيد لتعتري طريقة مخاطر غير مسبوقة تثير القلق حول مستقبله على الصعيد ألأمني والسياسي والاقتصادي،وعلى الديمقراطية والوحدة اليمنية والسلم الاجتماعي،فالإرهاب وألإغتيالات وتهريب السلاح إلى اليمن بكميات كبيرة من إيران وتركيا،وتفجير أنابيب البترول وقطع خطوط الكهرباء في مأرب ونهم من وقت إلى أخر،بشكل غير مسبوق،والتقطع في الطرقات من قبل أصحاب النفوس الشريرة خفافيش الظلام،الذين انساقوا وراء مطامعهم السياسية والحزبية الضيقة،في إلحاق الأذى والضرر البالغ بوطنهم،ليضعوا الوطن اليمني أمام فصل جديد من فصول الاضطراب والتوتر والأزمات وإشاعة الأحقاد والضغائن بين أبنائه،وظلوا يعبرون عن حقدهم وحمقهم على الوحدة اليمنية في كل مناسبة وفرصة تتاح لهم،وعملوا على تصغير قامته ومكانته ودوره السياسي والحضاري. ورغم مرور23عاما على الوحدة اليمنية المباركة وأكثر من 50 عاما على ثورتي سبتمبر وأكتوبر،إلا أن اليمنيين لا زالت أجسادُهم مُصَابٌة بجراحاتٍ كثيرةٍ،بل لا يكاد جرح يَبْرَأُ حتى تَنْتَكِثَ جراحات أخرى،إرهاب،وجهْل،وحرب،وجوع،وتشريد وتهديد،حتى ألفت العيونُ دموع اليتامى،واعتادت الآذان على أَنَّاتِ الأيامى،وظل الشعب اليمني المغلوب على أمره يعاني من ضنك العيش،وسوء الخدمات وارتفاع ألأسعار،ويعيش في مآسي وأزمات سياسية متلاحقة،ولم يحصل على ادني الاحتياجات الضرورية لحياته،ولم يتحرر من الخوف والفاقة وكافة قيود الاستبداد والتخلف،والتي لازلنا كشعب وأمه نرزح تحت أغلالها الثقيلة وندفع مكرهين فاتورة الجهل والفشل وقلة كفاءة المسئولين،الناهبين لحقوق الناس والشعب وأموال ألدوله في تعمير قصورهم وزيادة أرصدتهم في البنوك الخارجية والمحلية،وتَتَلَخَّصُ مشكلتنا في أننا لا نحس بأننا سبب من أسباب انحدار اليمن وتخلفه،وكل واحد منا يرمي باللائمة على الغير،ومن المضحك جدًّا أن نلوم أعدائنا الوهميين،ونجعلهم سبب مشاكلنا،لكي نَتَنَصَّلَ من مسئوليّاتنا،ونرتاح من تَبِعَاتِ التقييم والتَّدْقِيق والمحاسبة،فرئيس حكومة الوفاق الوطني ومعظم الوزراء،و بعض الثائرين من أعضاء مجلس النواب،ومحطات التلفزيونات والصحف اليومية والأسبوعية ومواقعهم ألإلكترونية التابعة لحزب ألإصلاح(ألإخواني)يحملون الرئيس السابق وبقايا النظام كما يقولون كل مشاكل البلاد،ابتداء من سقوط الطائرات ومقتل الطيارين الثلاثة في لحج،والعبوة الناسفة التي زرعت تحت جسر في صنعاء،والحوادث المرورية في الطرقات ودعم الحراك الجنوبي وأنصار الله،وتهريب المسدسات كاتم الصوت من تركيا(حزب العدالة والتنمية ألإسلامي) مرورا بقطع الكهرباء وتفجير أنبوب النفط،وانتهاء باغتيال ضباط ألأمن أو مسئولين في الدولة0إلخ تلك ألأسطوانة المشروخة،هذه القوى والتي لديها الكثير من ألأموال ووسائل إعلام متنوعة،لا تتردد أن تتناسى المعركة من أجل المستقبل،كما ادعت دائما،لتعود إلى مستنقع الماضي برفع لواء الشريعة،و لواء ألإعتصامات،ولواء الكذب والتدليس على الناس،وهم بتلك الممارسات قد برهنوا لنا على استحالة أن يصبح تجار الحروب وهواة التخريب،والحرق والتدمير،والنهب،والتطرف والتعصب أدوات للبناء وهم من تربوا على أن يكونوا معاول للهدم.