أعلن رئيس البرلمان الليبي، محمد المقريف، مساء امس الثلاثاء، عن استقالته من منصبه، معتبراً أنه أستنفد كافة طاقته في العمل، تطبيقا لقانون العزل السياسي للمسؤولين السابقين في نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ولم تشفع له السنوات التي قضاها في صفوف المعارضة الليبية. وقال المقريف في كلمة مؤثرة أمام برلمان بلاده، إنه يعد ‘الأول الذي أمتثل لقانون العزل السياسي الذي أقره البرلمان في مطلع شهر أيار/مايو الجاري'، داعيا الجميع إلى أن يمتثلوا لذلك ترسيخا لقيم الديمقراطية في ليبيا. وأضاف ‘أغادركم مرتاح الضمير وذمتي المالية نظيفة ولا أملك في رصيدي سوى راتبي الحالي وقطعة أرض ببنغازي كان عليها مسكني الذي قام النظام السابق بهدمه'. ودعا الشباب في ليبيا إلى ‘القيام بدورهم باعتبارهم طوق النجاة للبلاد'، مؤكدا أن ليبيا ‘في حاجة ماسة إلى سواعدهم'، كما دعاهم الى ‘عدم الانصياع لمطية أحد وأن يفكروا في ليبيا قبل أن يقرروا أي شيء'. ووجه المقريف الدعوة إلى الحكومة للعمل بكل جد على ‘السيطرة على السلاح ورد المظالم ورفع مستوى معيشة المواطن وأن تولي أهمية كبرى لمشاكل الشباب بتوفير فرص العمل والتعليم لهم وأن تحارب ظاهرة المخدرات'، وطالبها ب'العمل على استحداث سياسة شاملة تختص بالتنمية البشرية ومحاربة الفساد وخاصة المالي منه وأن تعمل على تحقيق الوئام والمصالحة الوطنية باعتبارها الاستحقاق الأكبر'. واعتبر أن ‘التهديد بالسلاح أو حتى مجرد التلويح به من خارج السلطة الشرعية لا يستقيم مع التحول الديمقراطي الذي تسعى له البلاد'، مشيراً الى أن ‘السلاح يملكه الآلاف ممن هم خارج الشرعية وأصحاب السوابق وأنصار القذافي أو ثوار انحازوا انحيازا جهويا غلبوه على مصالح الوطن'. وقال المقريف ‘أنا لا أفهم أو اقبل أن يقوم بعض أعضاء البرلمان بالاستقواء بكتائب الثوار ومناطقهم للضغط على زملائهم لتحقيق مآربهم'. وكان محمد المقريف انتخب في آب/اغسطس الماضي على رأس المؤتمر الوطني العام المنبثق عن انتخابات السابع من تموز/يوليو 2012، لكنه لم ينج من قانون العزل السياسي بالرغم من السنين التي امضاها في المعارضة وفي المنفى. ويفترض ان يستبعد هذا القانون اعضاء اخرين في المؤتمر الوطني العام وكذلك وزراء وكوادر في الادارة. ويقول أعضاء في المؤتمر الوطني إن قانون العزل يمكن أن يطبق على اكثر من 20 من أعضاء المؤتمر البالغ عددهم نحو 200 . وقال عمر حميدان المتحدث باسم المؤتمر الوطني للصحافيين إن جمعة عتيقة النائب الأول للمقريف سيقوم بأعمال رئيس المؤتمر الوطني لحين انتخاب خليفة له. وقال دبلوماسيون في طرابلس إن من السابق لأوانه تحديد مرشحين رئيسيين. وكان المقريف وهو من مواليد 1940 في بنغازي (شرق) امضى 31 سنة في المنفى، 20 سنة منها كلاجىء سياسي في الولاياتالمتحدة، قبل ان يعود الى بلاده في خضم الثورة التي وضعت حدا لحكم القذافي. وشغل منصب سفير ليبيا في الهند خلال ثمانينات القرن الماضي في ظل نظام معمر القذافي، قبل أن ينشق وينضم إلى المعارضة في المنفى. ويحمل المقريف دكتوراة في المالية من بريطانيا وقد أسس في ثمانينات القرن الماضي مع منشقين آخرين جبهة الخلاص الوطني الليبية التي حاولت الإطاحة بالقذافي مرات عدة عبر انقلابات عسكرية.