أعلن مشائخ وأعيان قبيلة آل الهيال عزمهم على مقاضاة القناة الفضائية اليمنية "السعيدة" على الإساءة التي يتعرضون لها من خلال حلقات مسلسل " همي همك 5". وقال الشيخ فيصل الهيال في بيان شديد اللهجة صادر عن آل الهيال أن البرنامج لا يسيء لعقلاء ومشائخ صنعاء وخولان فقط، وإنما تعدى ذلك وتناول كرم وقيم قبائل ومشائخ مأرب بطريقة بذيئة.
وقال بيان صادر عن شيوخ وأعيان قبيلة آل الهيال الممتدة بين محافظتي صنعاءومأرب إن مسلسل "همي همك 5" المعروض على قناة السعيدة لم يتعرض فقط بالإساءة لمشايخ وعقلاء صنعاء وخولان، وإنما تعدى ذلك إلى تناول كرم وقيم قبائل ومشايخ مأرب بطريقة مذلة وبذيئة وفيها تحقير لهم ولكافة آل الهيال.
وحذر البيان من أنه في حالة عدم التوقف عن عرض المسلسل فإن على مسؤولي القناة أن يتحملوا مسؤولية ذلك، "ولا يلومون إلا أنفسهم"، على حد وصف البيان.
وانتقل المسلسل في الجزء الخامس من تصوير واقع حياة ابناء تهامة الى حياة البادية وبيئة البداوة والخيول وعادات وتقاليد أبناء قبائل البادية.
واكد المخرج اليمني فلاح الجبوري ان المسلسل يحتوي مفاجآت كبيرة ووجوه عربية لأول مرة منها سورية واماراتية وسعودية.
وأشار الجبوي أن الجزء الخامس في مسلسل "همي همك" يقدم وجوها عربية جديدة تظهر لاول مرة في العمل منها ممثلات سوريات واماراتيات والممثل السعودي يحيى الغماري، وانهم سيلعبون ادوارا مهمة في العمل، من بينهم الممثلة الاماراتية خديجة سليمان، والسورية غصون هشام الصحان.
وكان نفس المسلسل قد تعرض العام الماضي أيضا لهجوم زعماء قبائل في المنطقة الغربية المعروفة إداريا بمحافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، وذلك بسبب تناوله بشكل كبير لممارسات وانتهاكات بحق مواطنين من قبل زعماء عشائر يمتلكون سجونا خاصة، على حد وصف تقارير استند إليها المسلسل.
وعبرت قناة "السعيدة" عن اعتذارها الشديد لمشاهديها عن أية أسماء قبلية وردت في الجزء الخامس من مسلسل "همي همك".
وقالت ان أي أسماء يتقمصها أبطال المسلسل جاءت "بدون قصد" او غرض للإساءة، وإنما هي أسماء خيالية لا تعبر بالضرورة عن الواقع الحقيقي، وهي ذات الصيغة الاعتذارية التي ذكرتها القناة في مقدمة عرضها لحلقات الجزئيين السابقين من المسلسل الكوميدي الاجتماعي في العامين الماضيين بعد اعتراضات قبلية وسياسية على المسلسل.
واضطر الفنان اليمني الفنان اليمني نبيل الآنسي إلى عدم إكمال المشوار في النسخة الخامسة من مسلسل "همي همك" وانسحب من دور الشخصية النسائية التي كان بقدمها و اسمها "زنبقة"، وذلك استجابة لضغوط من قبيلته التي عبرت خلال الفترة الماضية عن ردود أفعال سلبية لكونه تقمص دورا نسائيا، وهو ما يعتبر في الأعراف القبلية “عيب” وإساءة بالغة بحق القبيلة، كونها تتعرض جراء ذلك إلى السخرية من القبائل الأخرى خصوصاً المعادية.
وقال الصحافي المهتم بالقضايا الفنية ياسر عبدالله لت"العربية نت" " في السابق كانت هناك انتقادات تأتي من زعماء قبائل في مناطق معروفة بطابعها المسالم، كما هي حال مشايخ منطقة تهامة أو المنطقة الغربية، أما مثل هذه التهديدات الأخيرة فاعتقد أن القناة المعنية وطاقم المسلسل قد أخذوها على محمل الجد كونها صدرت عن قبائل مسلحة لا تكترث بقوانين أو بسلطة دولة، وهي تمتلك من أنواع الأسلحة ما جعلها تدخل في نزاعات مع الحكومة فضلاً عن وقوف بعضها وراء عمليات تخريب لخطوط الكهرباء وتفجير لأنابيب النفط والغاز وأعمال اختطافات لأجانب وغير ذلك.
ومن جانبه يرى الناقد عصام علي أن على الجهات المعنية في الحكومة والدولة أن تقدم الدعم والحماية للقنوات وللممثلين الذين يساهمون في تقديم مسلسلات تنتقد ظواهر اجتماعية سلبية ومتخلفة لا أن تتركهم يتراجعون عن النقد البناء والهادف، تحت تهديدات القبائل المسلحة.
وأضاف "كان لدينا قناتان حكوميتان فقط إحداهما تبث من صنعاء والأخرى من عدن، أما اليوم فهناك نحو 16 قناة فضائية بعضها خاصة وتجارية والبعض تتبع أحزاب وحركات سياسية، إضافة إلى القنوات الرسمية، طبعاً كثير من هذه القنوات لديها مسلسلات وتمثيليات تنتقد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بل تهاجمهما بشراسة وليس هناك خطر على من يهاجم أو حتى يتعرض بالشتم للرؤساء الحاليين أو السابقين، أما حين يتعلق الأمر بزعيم عشيرة أو شيخ قبيلة مدجج بالمرافقين المسلحين فإن شبح التفجير يطارد القناة المسئولة وكابوس الموت يجثم على الفنان أو المخرج أو المسؤول المباشر عن المسلسل"