حوار افتراضي بين السيدة/ توكل كرمان-الحائزة على جائزة نوبل وعضوة فنية الحوار ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود، وبين السيدة/ أمل الباشا –الناطقة باسم اللجنة الفنية للحوار رئيسة منتدى الشقائق.. أمل الباشا: لن تقدري على صدّ صفعاتي! توكل كرمان: الله يرحم مقاتيلش ويحسن خاتمتش يا جِدّة توكل: ليش يا أمل تهاجميني في الفيسبوك هكذا فجأة وبذلك الشكل المستفز؟ أمل: والله أنت البادئة، والبادئ أظلم، وأنا لم أهاجم بعد. توكل:أنا لم أهاجمك، وإنما حددت موقفي من اللجنة حول أسماء الشباب في مؤتمر الحوار. أمل: كفى استغلال وابتزاز بإسم الشباب، كلنا عارفين البئر وغطاه! توكل: والله إذا كان هذا في نظركم ابتزاز فليكن كذلك.. المهم لا بد أن يتم تمثيل شباب الثورة في مؤتمر الحوار. أمل: يا توكل إحنا داريين سبب انفعالك هذا.. هو بسبب غياب اسمك واسم منظمتك وموظفيك في مؤتمر الحوار، وليس الشباب. توكل: هذا محض افتراء، ولعلمك فأنا لا أريد عضوية مؤتمر الحوار ولست بحاجة لذلك، لكن الشباب والمرأة يجب أن يمثلوا بصورة عادلة. أمل: لا تزايدي علينا باسم الشباب والمرأة، لو كنتِ صادقة مع الشباب فلماذا قبلتي بالمبادرة التي يرفضها الشباب؟ وليش انضممت إلى اللجنة الفنية طيلة الفترة الماضية، والآن تظهري بطولتك في الوقت الضائع؟ توكل: مثلي لا تحتاج إلى البحث عن بطولة، لأنني قد حزت أعلى بطولة دولية أمام مرأى ومسمع الجميع، مُش مثل بعض الناس لا يزال يبحث عن جزء من هذه البطولة حتى وهو في آخر عمره. أمل: البطولة الحقيقية التي يمنحها أبناء الداخل، وليس الخارج.. وانتي قد شفتي بنفسك الفرق بيننا أثناء انتخابات الناطق الرسمي للجنة الفنية! توكل: اللي ما يطولش العنب يقول : حامض!! أمل: حامض في عينش.. أيش بتشوفي نفسش؟! أحسن لش تلزمي حدودش، ولتعرفي أن مجرد التفكير في مواجهتي ستلحق بك خسائر فادحة ليس لها آخر.. لن تقدري صدّ صفعاتي الإعلامية والاقتصادية والسياسية وغيرها. توكل: عفوا يا جدتي، الله يحسن خاتمتش، ورحم الله مقاتيلش.. يا شيخة باشا! أمل: شوفي يا توكل، إذا كنتِ قد ضحكتي على الشباب وعلى حزبك وعلى الرئيس وعلى قطر، فلن تستطيعي تضحكي عليّ أنا. توكل: عفوا أنا مش فاضي للضحك أصلاً، لكن البركة فيش أنتي، اضحكي على نفسك وخلّي الناس يضحكوا عليش! أما أنا ما فيش عندي وقت لمثل هذي الطنافس! أمل: نحن في اللجنة التحضيرية للحوار نحمل هموم بلد بأكمله ونعقد اجتماعات باستمرار، وانتي محسوبة علينا رقم هكذا من دون أي فائدة.. مكنتينا تفاريط خارجية.. كل يوم وانتي في دولة، واحنا صابرين عليش. اتقي الله وحللي الفلوس اللي بتأخذيها من اللجنة. توكل: الكل يعرفني بأنني لا أحب التفرطة ولا أدخن السيجارة. أمل: على من يا توكل، وأنا أعرفك أكثر من نفسك، وقد خزنت أنا وأنتي أكثر من مرة. توكل: نعم، أنا أخزن، ولا أنكر ذلك، لكن في الفترة الأخيرة كان لا بد أن أقوم بعملي في خدمة الإنسانية كلها ولصالح الشأن العام. أمل: مادام واهتماماتك دولية، ليش زاحمتينا في اللجنة الفنية؟ توكل: يعلم الله أنني كنت رافضة العمل في اللجنة، لكن الرئيس أصرّ، ولم يكن من اللائق خذلانه في ذلك الوقت. أمل: يعني الآن يجوز خذلان الرئيس! توكل: أنا لم أخذل الرئيس، ولكن في نفس الوقت لم ولن أسمح لنفسي بخذلان الشباب والمرأة؛ والمفترض أنك أكثر حماساً مني في هذا المجال كونك ناشطة حقوقية معروفة.. ولذلك مهما هاجمتيني فلن أردّ عليك إلا بالتي هي أحسن، من أجل الانتصار لقضايا المرأة بشكل خاص وقضايا الوطن بشكل عام، وحتى لا يقال غيرة وحسد بين النسوان، وهن ضحايا ثقافة ذكورية طاغية. أمل: هذا هو الكلام الصح، وقد سبق ونصحتك ألا تصدقي للإصلاح والمطاوعة، سوف ينقلبوا عليك يوماً ما، وقلت لك: يا توكل أنا أكبر منك سناً وخبرة، وأنا دارية أكثر منك بالمجتمع الذكوري، لكن ما صدقتينيش، وأنا والله أعتبرك مثل أختي الصغيرة، ولا تنسي بأنني كنت أول واحدة أهنئك بفوزك بجائزة نوبل. توكل: الآن حصل خير إن شاء الله، ورب ضارة نافعة، وينبغي تعزيز التعاون فيما بيننا في سبيل الانتصار لقضايا المرأة، سواء من داخل مؤتمر الحوار أو من خارجه. أمل: وهذا ما أؤكد عليه دائماً، وطبعاً أنتي تعرفي كيف أعلنت تضامني وتأييدي للزميلين رضية المتوكل وماجد المذحجي، فالاستقالة ليست مشكلة بحد ذاتها، لكن هناك بعض الذكور نافخي الكير استغلوا اختلاف رؤانا، وحاولوا تأجيج المعركة، ولكن وعينا الإيجابي سوف يخيب ظنونهم السيئة.. وها أنا أنتهز هذه الفرصة وأبدأ بتقديم الاعتذار لك، وفعلاً: أني آسفة. توكل: بالعكس، أنتي أختي الكبيرة، ومهما حصل منك فلا يمكن أن يثنينا عن جهودنا الموحدة، وأنا أيضاً آسفة جداً لإثارة الموضوع بتلك الطريقة التي خلقت نوعا من سوء الفهم.