في أول جلسة تعارفية لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني، وقبل أن يبدأ تدشين الجلسة الافتتاحية، يحاول الرئيس هادي رئيس المؤتمر تلطيف الجو وتخفيف وطأة التوتر المُخيّم على المكان، قائلاً: أخيراً اتسع شهر مارس ليحتضن مناسبة يمنية إلى جوار مناسبات عديدة يزخر بها شهر مارس، مثل عيد الأم وعيد الشجرة وعيد المرأة وعيد الطفل والشباب وغيرها. عندها انفجرت القاعة ضحكاً وصخباً وتعليقات متباينة ومتتالية وساخرة وظريفة وغريبة وسخيفة وساذجة لا تكاد تنتهي.. وهذا فقط جانباً بسيطاً مما دار في معصرة الحوار.. عبدالكريم الإرياني: الحوار الوطني بالنسبة لنا كيمنيين هو الأم الأولى والشجرة الأكبر، وما عداه مجرد فروع ضعيفة وأغصان واهية وأوراق متساقطة! أمين عام الحوار: رغم أن (مارس) أكثر الشهور احتواء للأعياد إلا أنها أعياد عامة؛ أي أنها غير خاصة أو مخصخصة باليمن.. وهذا ما دفع اللجنة الفنية للحوار الوطني إلى تحديد موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في 18 مارس. ياسين سعيد نعمان: هل نحن فعلاً مهيئون لممارسة حوار وطني حقيقي في شهر مارس؟ أم أن العملية لا تعدو عن كونها مجرد ممارسة فقط لا غير؟! عبدالوهاب الآنسي: الأيام كلها أيام الله، وإن كنت أحبذ اقتران الحوار زمانيا بالشهر الهجري (جماد أول) لكن في الأخير هي مجرد أسماء، والأهم من هذا كله هي نتائج هذا الحوار. سلطان العتواني: اختيار شهر مارس بالذات دليل على أن عقلية علي عبدالله صالح ما زالت تتحكم فينا، وهو الذي ظل يتعمد تهميش كل ما له علاقة بالرئيس الراحل الشهيد إبراهيم الحمدي حتى أسماء الأماكن والشهور والأرقام، ولو كان لديه استطاعة لقام بحذف شهر يونيو من التقويم! صادق الأحمر: بالله عليكم، كم جَهْد مارس هذا يتحمّل أعياد فوق ظهره؟ أيحين عيفتهن هذا مارس؟! حسن زيد: أنا طبعاً لن أمارس معكم الحوار الوطني حتى لو كان في مارس أو حتى في 20 ذي الحجة؛ لأن أصحاب القرار لم يتعاملوا بحق مع حزب الحق، ولكن نحن مع الحوار ونشجع الحوار حتى لو لم نشارك فيه! محمد علي أحمد: أولاً، أنا أستغرب من هذا الجدل السفسطائي العقيم، يعني أيش المشكلة في شهر مارس؟ نريد أن نفهم سبب كل هذا الإنزعاج من شهر مارس، يعني تريدوا أن يبدأ الحوار في 7/7 مثلاً!! محمد عبدالملك المتوكل: والله أنا نصحت رئيس الجمهورية أن يحدد موعد الحوار يوم 29 فبراير، وبعدها نراعي حتى يجي يوم 29 فبراير، نفكر براحتنا.. بدل من هذا العصيد حق مارس، لكن الرئيس لم يستمع لنصيحتي! سلطان البركاني: ما رأيكم لو نعمل استفتاء أو قُرعة بين (18 مارس) و (27 إبريل) و (22 مايو) و(17/7)!! أحمد الصوفي: أنا لا أعترض على اسم الشهر (مارس) وإنما أعترض على تحديد الرقم (18) وكأن الرئيس الانتقالي عبدربه منصور يريد أن يقول بأنه ظل نائباً للرئيس السابق صالح فترة (18) عاماً منذ 94 وحتى 2012م!! ياسر العواضي: يا خبرة صلوا على النبي، شغلتونا بشهر مارس هذا.. فليكن (مارس) أو (مريس) أو (مرسي) أو حتى إن شاء الله (رمسيس) أهم شيء نبدأ بالحوار وقضاياه الكبيرة. صالح السنباني: شوف ياحبيبي، الحوار اللي أوله شرط آخره نور.. ما دام والحوار بدأ في 18 مارس فضروري ينتهي يوم 18 أغسطس بالكمال والتمام.. بالساعة والدقية والثانية، لا زايد ولا ناقص.. أنا أشتي أتزوج الزوجة الثالثة في 18 أغسطس وقد وزعت الدعوات من الآن.. مش بعدها تقولوا ما ابصرته ما ريته!! فضل مراد: أعتقد أن اختيار شهر مارس كان اختياراً موفقاً جداً، حيث أن (مارس) هو مأخوذ من الممارسة و(المراس) و(التمرس)، واللي ما اعجبوش يروح يبيع له (ترمس)!! علي عبدربه القاضي: أولاً وقبل كل شيء أتمنى أن يحتضن مؤتمر الحوار أعضاء متحاورين متمرسين على فنّ الحوار وغير متمترسين خلف آرائهم المتعصبة! أمل الباشا: هناك خيارات متعددة، فاللي يشتي تسميته ب(مارس) أو (آذار) أو (جماد أول وثاني) أو (جماد الصغرى وجماد الكبرى)!! العيلوم اليهودي/ يحيى الجرادي: يا مسلمين خيرة الله عليكم اتفقوا على أي شهر.. المهم ما يكونش يوم سبت. عبده الجندي: عفوا يا جماعة.. أنا أستأذن.. يبدو أنني غلطتو.. كنتو أدوّر بعد مؤتمر الحوار الوطني، ولكن وجدتو نفسي في مؤتمر حوار فلكي!! فؤاد الحميري: اختيار 18 مارس هو أمر دُبّر بليل، بهدف محو آثار مذبحة جمعة الكرامة والتستر على مجرميها الحقيقيين! لطفي شطارة: اسمعونا يا شباب، رجاء عدم التأويل والتفسير والتخبيص، والحقيقة أنه وأثناء تحديد هذا الموعد وتوارد المقترحات مع رئيس الجمهورية حتى توصلوا إلى تاريخ 15 مارس، فأنا طلبت من الأخ الرئيس تأجيل الموعد ثلاثة أيام فقط لأنه يتعارض مع حضوري فعالية ندوة دولية في لندن، فتم الاتفاق على 18 مارس.. هذا ما حدث ببساطة شديدة! صالح هبرة: يا جماعة الخير، المشكلة مش في مارس، وإنما ما بعد مارس وما بعد ما بعد مارس.. المهم أن نمارس الحوار لوحدنا فقط دون أي تدخل خارجي، وخاصة الأمريكي والخليجي! رئيس اتحاد الرشاد السلفي: أولاً يا إخواني، أرجو عدم الخوض في هكذا مسائل خلافية دون أي علم، لأن هذا يسمى جدل غير مفيد، والأصل أن نبحث عن معنى كلمة مارس لغة واصطلاحاً وتأصيلاً فقهياً، حتى نتحدث عن علم وبينة! الرئيس هادي: أنا مع مقترح رئيس الرشاد، ولهذا قررنا رفع الجلسة نروّح نتغدى ونخزن ونفتهن ونبحث في القواميس والمعاجم عن كلمة مارس ثم نعود غداً لمواصلة النقاش.. لكن ضروري نحسم هذه القضية غداً؛ لأن بعد غد ستكون الجلسة الافتتاحية!