أبدت الحكومات اليمنية المتعاقبة تعاملاً من نوع خاص مع مجموعة أرخبيل سقطرى لأسباب عدة منها الأوضاع السياسية والإضطرابات المحلية في الداخل اليمني وكذلك وضع الجزيرة بشكل خاص وتكالب الأطماع العالمية عليها.
ولعل ما أجتمع عليه رؤساء اليمن قبل وبعد الوحدة هو المراوحة بين الإهتمام الكبير بسقطرى وعدم الإهمال الكامل .
ولعل الأمر له حسابات سياسية دقيقية نظراً لخطورة الملف المتعلق بأرخبيل سقطرى .
وهاهو الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يعلن الأرخبيل محافظة بعد أن كانت إدارياً تابعة لمحافظة حضرموت وقبلها كانت تابعة لمحافظة عدن
وتسبب الوضع الإداري للجزيرة في مضاعفة معاناة أبنائها إضافة الى ضعف الخدمات العامة كالطرقات والمشافي والكهرباء وغيرها .
ويتذكر أبناء الجزيرة كيف أن الأنظمة السياسية في عدن ما قبل الوحدة وصنعاء ما بعدها لم تلتفت إليهم حتى أنهم أثناء احداث يناير عانوا صعوبات جمة وصلت الى حد المجاعة نتيجة قطع الإتصالات والتواصل ب عدن وإنقطاع التواصل التجاري .
وتأتي زيارة الرئيس هادي أيضاً لقضاء إجازة عيد الأضحى في الجزيرة بعد أن كان سلفه صالح يحرص على زيارة الجزيرة كل عام من أجل السياحة والنقاهه ولأغراض سياسية أخرى .
و تعتبر جزيرة أو جزر سقطرى من أفضل المواقع الأثرية في العالم حسب تصنيف عالمي 2008 ومن أكثر المناطق غرابة نظراً لتنوع الحياة الطبيعية في الجزيرة .
وتحتل سقطرى موقع إستراتيجي هام بالنسبة للدول الإستعمارية والدول الكبرى حيث تقع ما بين البحر العربي والمحيط الهندي وخليج عدن وتفصل مابين قارتي آسيا وأفريقيا وتقع مقابلها السواحل الهندية والباكستانية من جهة الشرق والسواحل الصومالية من جهة الغرب والسواحل اليمنية من جهة الشمال .
و نقطة رأس فرتك بمحافظة المهرة هي أقرب نقطة لليمن (300ميلاً ) وتبعد الجزيرة عن عدن (553ميلاً) .
وتتبع سقطرى اليمن نظراً لعدة عوامل تاريخية منها أصول سكان الجزيرة ومدى إرتباطهم باليمن وتاريخ اليمن حيث تُعد القبائل في سقطرى من أصول عربية نقية (سائدة) وتنتمي لقبائل يمنية قديمة ك حمير وكندة إضافة الى إستخدامهم اللغة المهرية وهي لغة حميرية قديمة.
وسميت جزيرة سقطرى بأسماء كثيرة، منها جزيرة البخور، وجزيرة اللبان، وجزيرة دم الأخوين ، وتبلغ مساحتها 3650كم2، وطولها 115كم، وعرضها 35كم، ويبلغ ارتفاع هضبتها عن مستوى سطح البحر 300-450م.
ويُعتقد أن أرخبيل سقطرى كان متصلاً بالياسبة قبل أن ينفصل عن شبة الجزيرة العربية في العصور القديمة .
وتوكد الأبحاث التاريخية أن الحياة في سقطرى تعود الى ماقبل الميلاد فيما تقول أبحاث أخرى أن سقطرى موطن الإنسان الأول وهذا ما يقد يُفسر وجود شجرة دم الأخوين بالجزيرة في إشارة الى الأخوين قابيل وهابيل إضافة الى آثار تاريخية عدة .
وفي التاريخ الحديث كانت سقطرى محل أطماع القوى الإستعمارية العالمية حيث أحتلتها البرتغال مطلع القرن الثامن عشر , وكانت سقطرى تابعة للسلطنة المهرية حتى قيام جمهورية اليمن الديمقراطية التي أسقطت كافة السلطنات والمشيخات في ما كان يعرف بإمارات الجنوب العربي ووحدت جنوب اليمن تحت رآية واحدة .
وتوجد في سقطرى العديد من المواقع الأثرية والطبيعية وأنواع نادرة من الطيور والحيوانات ولها مقومات سياحية كبيرة جداً لا تتوافر في أي مكان آخر في العالم إضافة الى مقومات إقتصادية زراعية وسمكية .
إلا ان الحكومات المتعاقبة لم تلتفت الى الجزيرة وأهميتها الإستراتيجية نتيجة ضعف الأنظمة وإنشغالها بالصراعات الداخلية .
وحسب خبراء إقتصاديين فإن تشغيل الجزيرة وجذب الإستثمارات إليها سيعمل على تحقيق نهضة إقتصادية كبيرة لليمن وسيعود بمردود إيجابي كبير للمواطنين في الجزيرة والشباب اليمني عموماً .
وتقع جزيرة سقطرى شرق خليج عدن بين خطي عرض (12.18 – 12.24) شمال خط الاستواء، وخطي طول (53.19 – 54.33) شرق جرينتش وتبعد (380كم) من رأس فرتك بمحافظة المهرة كأقرب نقطة في الساحل اليمني (300ميلاً)، كما تبعد عن محافظة عدن بحوالي (553 ميلاً).
وأهم مدنها مدينة حديبو وهي في شمال شرق الجزيرة، ومن مدنها أيضاً قلنسية، وجزيرة عبدالكوري وتقع شمال غرب الجزيرة.وأرخبيل سقطرى يتكون من سقطرى او جزيرة السعادة كما يقول عنها البعض هي ارخبيل يمني مكون من أربع جزر هى سقطرى وعبدالكوري وسمحة ودرسة والاخيرة غير مأهولة بالسكان
· وستقوم المساء برس بنشر حقائق مهمة عن تاريخ الجزيرة السياسي في القرن السابق والحالي والأطماع العالمية وكيف تعاملت اليمن بأنظمتها المختلفة مع تلك الملفات السرية المتعلقة بالجزيرة .