أستغل عبده الجندي كل ما وهبه الله من من إمكانات وقدرات في الخطابة والكتابة وفي التأثير والإقناع وسخرها ل خدمة علي عبدالله صالح صديقه القديم الجديد .
كل ذلك معقولاً بعض الشيء لو كان ينطلق من منطلقات إنسانية صادقة لا مصلحة شخصية أو الكسب والحصول على إمتيازات مالية وغيرها اما غير المعقول هو أن يُصر الجندي على أنه لم يكن مستفيداً في عهد صالح حتى أنه أوصل رسائله أكثر من مرة للرئيس السابق ولنجلة مُتحدثاً عن أوضاعه المالية الصعبة في مقابلات ومؤتمرات صحفية حتى يكسب تعاطف صالح وما كان من صالح منتصف أزمة 2011إلا أن أهدى الجندي منزلاً فخماً جنوب العاصمة وقام نجله أحمد في نفس الفترة بمنح الجندي سيارة فاخرة .
واليوم يجاهر الجندي مرة اخرى بأنه في بعض الأيام لا يملك حق القات ومن على قناة فضائية مؤتمرية حتى يحصل على الكثير مستغلاً حاجة صالح والمؤتمر له في مثل هذه الظروف ..
وفي إطار الصراع السياسي بإمكان الجندي أن يناور ويصارع ويتخذ ما شاء من الإنشاء والخطابة وان يستورد ويستحضر ما شاء من المصطلحات ليؤكد عظمة صالح ومن الطبيعي أن يقوم الجندي أيضاً بإستغلال الاحداث الحالية لمصلحة زعيمه .
إلا أن الغريب واللامنطقي في آن أن الجندي لم يترك شيئاً من موهبته الكتابية والإلقائيه وتسخيرها ل صالح بل حاول جاهداً حد الإفراط في فعل ما يمكنه فعله وما لايمكن حتى خرج عن المألوف أكثر من مرة وناقض نفسه في أكثر من حديث وبدا مستعداً لأن يُزيف التاريخ حُباً وطمعاً في صالح .
ففي مقابلة لها مع قناة آزال قال الجندي إن الرئيس الحمدي لم يكن جاداً في محاربة الفساد بل في تهديد الفاسدين فقط وذكر حادثة في تعز عندما كان الجندي مندوباً للضرائب وخلال حديثه عن تلك المرحلة لم ينسى الإشادة بقائد لواء تعز الزعيم البطل تيس الضباط علي عبدالله صالح .
وكأن الجندي يعترف بعلاقته بصالح منذ منتصف السبعينات وهو ما يؤكد إتهامات قيادات ناصرية له بالخيانة حيث كان يقوم بكتابة التقارير عن رفاق دربه الناصريين والوشاية بهم ل صالح .
وناقض الجندي نفسه بنفسه في تلك المقابلة خلال حديثه عن الحمدي الذي يعرف القاصي والداني أنه ذهب ضحية مؤامرة كبيرة من القوى النافذة ولو كان فعلاً يساير الفساد ويتماهى معه لما تجرأ احد على قتله أو التخطيط للإطاحه به ف صالح ظل ثلاثة عقود في الحكم بموجب تحالف شيطاني مع مراكز النفوذ وتقاسم السلطة والثروة وصفقات فساد ونهب منظم للمال العام مع الجنرالات التابعين له والمشائخ وأبرزهم علي محسن وبيت الأحمر وأبولحوم والشائف وغيرهم .
قد يكون الحديث عن الجندي مُملاً كونه لا يستحق أكثر مما قيل فيه سيما مغالطاته التاريخية ومحاولته تزييف الحقائق وتحويرها حتى تخدم صالح ولكن نتوقع من الجندي الكثير والكثير عن صالح وعن علاقتهم التي بدأت ب كوب شاي وأستمرت لتصل الى فيلا وسيارات فخمة ومنح وإمتيازات أغلبها خارج القانون والدستور .